تشارك مكاري وفلاح في امتلاك حمار يقضي أعمالهما، على أن يأخذ كل منهما الحمار يوما .
وصار المكاري يحمّل الحمار أحماله عند المساء استعدادا للانطلاق فجراً ..
وراح الفلاح يكدن الحمار بعد أن يعيده المكاري مساء ويحجز دوره ، لينطلق إلى حقله قبل شروق الشمس..
واستمر الحال هكذا أياماً..
حتى اختلف المكاري والفلاح على مواعيد علف الحمار ، فيقول الفلاح شعيره الليلة عليك ، ويرد المكاري بالأمس كان معي وقد أطعمته ..
وبين موقف المكاري والفلاح ، راح الحمار يبيت ليال بلا علف جائعاً ، يسيل دمعه دون أن يقوى على الشهيق ، حتى أنهكه التعب ..
وبلغ الخلاف بين الفلاح والمكاري مبلغاً جعلهما يلجأن إلى الاحتكام لدى القضاء ..
والحمار منسي في زريبته لا ماء ولا كهرباء ولا شعير.
وفي أول جلسة وبعد أن اطلع القاضي على ملف الخلاف ، طلب الحمار لمعاينته قبل أن ينطق بالحكم ..
فأخبراه أن الحمار عاجز عن الوقوف على قوائمه ..
فهز القاضي رأسه وقد عرف السبب ، وقال : الحمار هو الذي يقضي بالحمار لصالح هكذا حمارين ..
العاقل يفهم .
عمر سعيد