و بعض الدخول يرديه الدخول (بقلم عمر سعيد)
ليس كل دخول دخول ولا كل خروج خروج .. فبعض الدخول هو الخروج من حيث لا يعلم الداخلون ..
كما حدث مع فخامة رئيس البلاد الذي دخل قصر بعبدا ، ليبدأ رحلة خروجه الحقيقي من التاريخ وصناعة صفحاته كما يفعل العظماء.
وكثيرون هم من دخلوا بهذا الشكل ، ليكون لهم كامل الخروج من المجد والخلود ..
الأمر الذي حصل عكسه مع فخامة رئيسنا بشير الجميل
فقد أخرج الرجل من قصر بعبدا بالموت ، ليدخل التاريخ بكامل حلل الشهادة والبطولة والمجد .
دخل عون سباق الرئاسة، لتخرج البلاد من حالة الدولة إلى الفوضى والجمود والموت لمدة سنتين ونصف السنة ، وكل ذلك من أجل دخوله إلى بعبدا ..
ودخل بعبدا ، غير انه أخرج البلاد من كل أشكال الدولة والوطن التي كان ينبغي لها الدخول فيها ، وحقق بزمن قياسي اسوأ حالة اقتصادية ، وأمنية ، ونفسية ، وعلاقات دولية .
دخل فخامته بعبدا ليقفل في وجه نفسه ابواب التاريخ التي تليق بصناع الأوطان.
حين دخل سمير جعجع الزنزانة، كان يعي وبعمق معنى الخروج من الوطن ،وكان يعرف ان باب الزنزانة هو بوابة التاريخ، وما أن خرج منها حتى دخل في صدر الوطن والعمل الوطني ..
وحين أخرج التحالف صدام حسين من المشهد السياسي ومن قصر الرئاسة ، ظنوا أنهم فتحوا التاريخ لأنفسهم ، ولكنهم أفاقوا على وهم ، خاصة بعد أن غصت ساحات العراق بمشاهد التفجير والقتل والسرقة والفوضى والفلتان الأمني ، وقد عجز كل أولئك الذين خلفوا صدام عن بناء حجر واحد بعد خروجه ..
وفوجئوا بدخوله التاريخ على صهوة حصانه الأبيض كما شاهدوه على شاشات التلفزة .
لقد دخل فخامة رئيس البلاد بعبدا باحتفالية الدخول المألوفة لكل رئيس ينتخب ..
ولكنه أخرج الناس عن آمالهم وأحلامهم بوطن سيد ، يوفر لهم العيش الكريم، وأدخلهم في دوامة اليأس والإحباط والبحث عن سبيلٍ للخروج من الوطن .
فهنيئا لكم دخولكم بعبدا ، وآسف لخروج لبنان واللبنانيين من كل حساباتك السياسية وما يتبعها من امن واقتصاد وغيرها في عهدكم.
وهنيئا لكم دخول الفاسدين في كل مفاصل التحكم في البلاد والعباد ، ودخول لبنان عصر النفايات التي غطت كل مرقد عنزة فيه ..
و بالامس أعلن سيد حزب الله خروج لبنان من سيادتكم وأدخله في عباءة وليه الفقيه ..
وإني أرى وقريبا جدا خروج الأمور من حولكم في الدولة عن السيطرة ، ودخول البلاد في إنهيار ، أقل ما سينتج عنه خروجكم من كل ما ينبغي لرئيس دولة دخوله بعد فترة ولايته .
فبعض الدخول يرديه الدخول .
عمر سعيد