رسالة أميركية واضحة لبيروت…نزعنا القفازات بسبب حزب الله
ترى الإدارة الأميركية أنها تحقق نجاحين كبيرين في مواجهة حزب الله، فمن جهة تتمكن واشنطن من إقناع دول جديدة بوضع حزب الله بجناحيه (الساسي والعسكري) على لائحة الإرهاب، ومن جهة ثانية تلصق به صورة التنظيم الإجرامي الذي يتعاطى تهريب المخدرات.
آخر عقوبات الإدارة الأميركية المتعلقة بالإرهاب كانت عند اتهام “سلمان رؤوف سلمان” بإدارة خلية رتّبت العملية الانتحارية على المركز اليهودي في بونيس آيريس منذ خمسة وعشرين عاماً.
هذا الاتهام لسلمان رؤوف سلمان، أحد قياديي الجهاز الخارجي لحزب الله، يشير أيضاً إلى سعي متواصل لدى الأميركيين وجيرانهم في جنوب أميركا لملاحقة حزب الله وكشف الحقائق عن جرائم سابقة، وأحدها تفجير طائرة ركاب في بنما في اليوم التالي لتفجير المركز اليهودي في بوينس آيريس. وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف. بي. آي” منذ حين إلى أن الانتحاري المحتمل في هذا التفجير هو أحد عناصر حزب الله.
قبل أيام، وضعت وزارة الخزانة الأميركية نائبين لبنانيين من حزب الله على لائحة العقوبات، لكنها والأهم من ذلك أشارت في تصريحات مرافقة إلى أن وفيق صفا، المسؤول الأمني في حزب الله هو المسؤول عن الاتصال بالأجهزة الأمنية اللبنانية، وأنه استغل المرافئ والحدود اللبنانية لتهريب البضائع بما فيها المخدرات.
رسالة إلى حكومات المنطقة
مسؤولون في الخارجية الأميركية تحدّثوا إلى “العربية.نت” وقالوا: “نشرنا هذه التصريحات بشأن هؤلاء الأشخاص لنُعلم اللبنانيين كيف يعمل عناصر حزب الله ولنشير إلى كيف يتسببون بزعزعة أمن وسيادة لبنان. ونرجو أن يتصرّف اللبنانيون على هذ الأساس لوقف أنشطة حزب الله المزعزعة للاستقرار”.
أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوصل رسالة أكثر وضوحاً لحكومات المنطقة، مثل العراق ولبنان وهي أنه “تمّ نزع القفازات” وأن الإدارة الأميركية تفرض أقسى الضغوطات على إيران وأتباعها.
ربما تعود هذه اللهجة الحازمة، ولو جزئياً، إلى مجيء دايفيد شاكنر إلى منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، فهو كان ولسنوات، وخلال فترة عمله مع “مركز واشنطن للشرق الأدنى، ممن يشيرون إلى علاقة بين الجيش اللبناني وحزب الله.
شنكر يدعم الجيش
مصادر “العربية.نت” في العاصمة الأميركية أشارت إلى أن هذه اللهجة لا تعود إلى تغيير في منصب، بل إلى أن الإدارة الأميركية بدأت الإعداد لهذه العقوبات منذ أشهر وقبل التحاق دايفيد شانكر بعمله في وزارة الخارجية. وأشارت إلى أن شانكر هو بدون شك من صقور الإدارة الذين يعتبرون أنه يجب استعمال العقوبات ضد حزب الله إلى أقصى حدّ، كما أنه يدعو إلى التركيز على علاقة الولايات المتحدة بالجيش اللبناني وزيادة قوّته وبالتالي يتقلّص نفوذ حزب الله.
إلى ذلك، تشير مصادر “العربية.نت” إلى أن قضية الحدود (بين لبنان وإسرائيل) كانت دائماً مطروحة على بساط البحث، وكانت الأمم المتحدة في سعي لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701. لكن الإدارات الأميركية السابقة تسامحت مع قضية الحدود لسنوات طويلة، خصوصاً خلال اندلاع الثورة السورية، لكن إدارة دونالد ترمب بدأت منذ حين التركيز على أهمية هذه القضية، كما أن جزءاً كبيراً من المساعدات الأميركية للجيش اللبناني في ميزانية العام 2020 تخصص لحماية الحدود.
المتعاملون مع حزب الله
تتعرّض الإدارة الأميركية في الوقت ذاته لضغوط متصاعدة من أعضاء في الكونغرس وهم يطالبون الإدارة أكثر من أي وقت مضى بوضع حدّ للعلاقة “المبهمة” بين الجيش اللبناني وحزب الله.
فقد قدّم عضو مجلس الشيوخ تيد كروز وعضو مجلس النواب لي زيلدن مشروعي قرار متطابقين يطلبان من الرئيس الأميركي تقديم لائحة بـ”الضباط والقادة والمستشارين وباقي الأفراد ممن لديهم تأثير معتبر في سياسة وعمليات القوات المسلحة اللبنانية، وهم أعضاء أو يتلقون أوامر أو يتأثرون بحزب الله”.
حظوظ المشروعين بالتصويت والموافقة عليهما وأن يصبحا قانوناً تبدو ضعيفة، لكنها مؤشر على أن عدداً من مراكز البحث ومؤيّدي إسرائيل يشدّدون من مواقفهم، ويريدون من الإدارة الأميركية تشديد موقفها من حزب الله ومحيطه، وهذه المرّة أضافوا إلى مسوّدة مشروع القرار حسم 20% من ميزانية المساعدات الأميركية للبنان إلى أن يقدّم الرئيس ترمب تقريره حول الموضوع.