تعرَّفوا إلى «نادي الـ 400» الذين أفقروا الأربعة ملايين لبناني…
غازي بنجك (فيسبوك)
الوطن للاربعة ملايين ولم يكن يومًا، ولن يكون، للـ 400 الذين تعاقبوا على جنة الدولة من وزراء ونواب وموظفين ومتعهدين… هؤلاء يتحملون مسؤولية ما حصل في ربع القرنٍ الأخير وصولًا إلى اليوم، ولن يكون مفيدًا التذرع بأي شيء آخر وبأي مسؤولية أخرى أو بإلقاء اللوم على آخرين.
ليس الأربعة ملايين لبناني هم الذين تسببوا بدين المئة مليار دولار. أصلًا بماذا استفاد اللبنانيون من هذه المئة مليار؟
هل بالطرقات والاوتوسترادات التي “يموت اللبناني ويعيش مئة مرة في اليوم لكي يعبرها”؟
هل بالكهرباء، واللبناني ما زال يعيش تحت رحمة المولِّدات والبواخر فيما المعالجات “على الشجرة وليست في اليد”؟
هل بالبيئة النظيفة فيما كلفة معالجة طن نفايات أغلى من طن النفط؟
هل بقضية المعاينة الميكانيكية التي تذل المواطن فيما أكثر من نصف سيارات لبنان لا تُنجِز المعاينة وتبقى على الطرقات من دون حسيب أو رقيب؟
هل بقضية السوق الحرة في المطار التي دخلت أموالها إلى جيوب المنتفعين بدل ان تدخل الى خزينة الدولة؟
هل باستئجار أبنية ومقرات بملايين الدولارات من أجل وزارات ومؤسسات عامة؟
أين استفاد الأربعة ملايين لبناني من كل ما تقدَّم؟
الذين استفادوا هُم من الـ 400 بالمداورة والتكافل والتضامن “ومرِّقلي تامرقلَك”.
هل تعتقدون ان صفقة النفايات كانت لتتم لو لم يُشترط على الفائز بـ “منجم” الصفقة أن يُطعِم هذا وذاك من “نادي الـ 400″؟
هل تعتقدون ان صفقة البواخر كانت شفافة؟ إسألوا الذي خسر المناقصة؟
هل تعتقدون أن “إمبراطور السوق الحرة” كان ليستمر في المطار لو لم يكن له شريك، بشكلٍ أو بآخر من “نادي الـ 400″؟
هل تعتقدون أن إعطاء استيراد الفيول إلى شركات وليس من دولة إلى دولة كان ليتم لو لم يكن هناك “شركاء من نادي الـ 400 للشركات”؟
يا سادة، البلد صغير، والناس يعرفون بعضهم بعضًا… الناس يدلّون بالإصبع على هذا الذي أثرى “بين ليلة وضحاها”، يقولون:
“كان متوسط الحال، من عائلة متواضعة، إبتسم له الحظ، فأصبح من نادي الـ 400. قصور، يخوت، سيارات فخمة، منازل في الخارج، مساهم في مصرف أو صاحب مصرف”.
يا هذا… “من أين لك هذا”؟
وتريدون أن تغطوا عجزكم ودينكم من الأربعة ملايين لبناني؟
لا وألف لا… أنتم مخطئون.
للباطل جولة وللحق ألف جولة.
قد تتخذون قرارات قاهرة لأن الناس في حال من التعب والإنهاك وغير قادرين على المواجهة، ولكن هذه الحال لن تستمر.
كيف تغفو أعينكم، وعلى ضمائركم مئة مليار دولار…
لن يهدأ بال واحد من الاربعة ملايين حين يصل الليل بالنهار من أجل تأمين دواء لابنه وربطة خبز لعائلته وقسط المدرسة ويشتغل مية شغلة من أجل تأمين هذه المستلزمات، فيما أعضاء في “نادي الـ 400” يبرمجون عطلاتهم في جنوب إيطاليا وفي نيس وكان، والحفلات في ماربيا وميكونوس.
الآتي قريب.
وللبحث صلة