لبنان

خلال أسبوع 3 استحقاقات تستدعي إجابات متفجرة‎.. والسؤال: من يدير الدولة اللبنانية؟

قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للشرق الأوسط، في جولة تشمل الكويت وإسرائيل ولبنان، ومعروف أن معظمها مكرس لمواجهة ايران، أعلن العراق قراره إعادة فتح حدوده مع سوريا خلال أيام، وهو إجراء وصفته صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، اليوم، بأنه يوسع الطريق البري بين طهرن ودمشق ويحقق حلم إيران بالوصول لمياه البحر المتوسط.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية النافذة أن هذا الإجراء الناتج عن لقاء رؤساء أركان جيوش الدول الثلاث، إيران والعراق وسوريا، هدية لطهران وفشل جديد للمحاولات الأمريكية بعزلها من خلال العقوبات الاقتصادية.

بيروت ساحة اشتباك المشاريع الإقليمية

وهذا المستجد تعتبره واشنطن تحديًا لالتزامها بتحجيم التمدد الإيراني في المنطقة، وقرأته الأوساط السياسية اللبنانية بأنه ضمانة قطعية بأن زيارة بومبيو لبيروت المقررة في 22 الشهر الحالي ستكون عاصفة وموسومة بطابع التعليمات الواضحة القاسية التي سيعرضها بومبيو دون انتظار الإجابات أو التبريرات اللبنانية. فبيروت في المفهوم الأمريكي الراهن، هي ساحة التقاء واشتباك القوى والمشاريع الإقليمية، وهو ما يريد بومبيو أن يختصره بقائمة طلبات مباشرة شديدة الوضوح تقول: ”نريد منكم إثبات أنكم خارج التبعية لإيران والخضوع لحزب الله، الذي سنوسع العقوبات عليه وعلى من يتعامل معه“.

من يدير الدولة اللبنانية؟

لدى تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري، توصيف مختصر لهذا المأزق المتمثل بتنازع الحكم والقرار بينه وبين تحالف حزب الله، والتيار الوطني الحر، يقول فيه: ”الدستور يمنح الحكومة إدارة الدولة، ومن يعتقد أن بمقدوره أن يحدد لغيره مسارات معينة ويدير الدولة كما يريد، فهو مخطئ“.

وقد وضع الحريري هذه الورقة على الطاولة عندما غادر إلى فرنسا مطلع الأسبوع الحالي، غضبًا من تهديدات وزير الخارجية جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، الذي هدد بفرط الحكومة، مستخدمًا قوة الثلث المعطل لديه ولدى حلفائه.

 3 استحقاقات كبيرة

وما يزيد من شدة الحرج الذي تعيشه الرئاسات اللبنانية الثلاث، أن 3 استحقاقات كبيرة تتزامن  خلال الأسبوع القادم هي: مطالب وزير الخارجية الأمريكي بومبيو الذي سيصل للمنطقة يوم 22 الحالي، ثم مطالب الروس التي سيسمعها رئيس الجمهورية ميشال عون، والذي سيصل موسكو يوم 25 الجاري، وتليها القمة العربية المقررة في تونس 30 الجاري. ففي المناسبات الثلاث خط مركزي أساسي يتمثل في هيمنة حزب الله على الدولة، وتتفرع منه إشكالات حقيقية يصعب جدًا التصور بإمكانية توفيقها أو شراء وقت إضافي للقفز فوقها، لكنها استحقت الآن.

رسائل ثقيلة لا تحتمل الجدل

وبإمكان رئيس الجمهورية، ميشال عون، أن يستخدم المهارة السياسية اللبنانية في اجتياز المطبات العالية في مناسبتي قمة موسكو والقمة العربية. لكن المعلومات التي سبقت وزير الخارجية الأمريكي، عممت انطباعات بأن بومبيو سيتلقى في زيارته رسائل واضحة وقاسية لا تحتمل الجدل، تقول إن واشنطن تتفهم حرج المعادلة اللبنانية، لكنها لا يمكن أن تقبل من لبنان بعد الآن، إلا أن يحسم موقفه في موضوع توازنه المختل الخاضع لإيران والواقع تحت هيمنة حزب الله.

منصة بيروت لرسائل المنطقة

وتذهب الأوساط ذات الصلة إلى القول بأن بومبيو، وقد جعل بيروت آخر محطاته الإقليمية، سيستخدمها منصة لتعميم رسائل على بقية العواصم العربية التي لم يزرها هذه المرة. ومن هذه المنصة سيوجه رسائل للجميع مفادها أن لا تهاون في تطبيق العقوبات المفروضة على إيران وميليشياتها اليمنية والعراقية والسورية واللبنانية وفي مقدمها حزب الله.

وأضاف إلى ذلك أنه ما عاد مستعدًا للبحث في التفاصيل التي تترجمها القيادة الأمريكية الوسطى، وتساعدها في الترجمة السياسية سفارات واشنطن في مختلف عواصم المنطقة.

ويعني قرار العراق يوم أمس فتح حدوده مع سوريا في جداول أعمال زيارة بومبيو لبيروت، وزيارة عون لموسكو ومشاركته في القمة العربية، أن مناخات المواجهة مع إيران وحزب الله دخلت مرحلة الاشتباك، لأن طهران أصبحت على شواطئ المتوسط الشرقية في لبنان، وفي قاعدتها العسكرية باللاذقية السورية، كما هي  في اليمن على مداخل البحر الاحمر.

المصدر: إرم نيوز

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button