عالِمة الفلك… حين تُرتَكَب المعجزات خارج كل توقّع

ادّعت المرشّحة المفترضة على لوائح التيار الوطني الحر، متسلّحةً بالعلم فلسفةً وبالمعرفة ادّعاءً، أنّها عرفت و«عرّفت» مسارات الكواكب داخل مجرّتنا وخارجها، وعلى كوكب الأرض ببرّه وبحره ومحيطاته وأنهاره. وقدّمت، بحسب زعمها، دلائل دامغة على ذلك، بدءًا من «سَحْل» برّ حمص و«يابسة» حماة مئات الكيلومترات وصولًا إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسّط، مرورًا بمنع «حرّاس شواطئ» حمص وحماة النساء من ارتيادها تحت طائلة الرجم حتى الموت، كما رأته ببصيرة عالِمة الفلك ذائعة الصيت.
ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، إذ ادّعت المرشّحة نفسها إلمامها باللاهوت المسيحي، متجاوزةً غلاف كوكب الأرض إلى ما وراء الكواكب، وفوق أبواب السماوات وتعاليم الأديان. وبدافع «غُبرة رضا» وحفنة من الأصوات للتيار المُرشِّح، ذهبت إلى حدّ جعل حسن نصرالله «مسيحًا»، وهو الأمين العام لحزب إسلامي مذهبي، في قراءةٍ تتجاهل الوقائع والتاريخ والسياق، وتُفرغ المفاهيم الدينية من معناها.
فـ«مملكتي ليست من هذا العالم» تحوّلت، في هذا السرد العجائبي، إلى مملكة من عالمٍ آخر، أرسى أسسه الإمام الخميني بصفته نائب صاحب الزمان على الأرض، وخليفته الخامنئي، ووكلاؤهما في لبنان، لإقامة «قسط وعدل» بعد أن مُلئت الأرض «ظلمًا وجورًا»، وصولًا إلى مشروع حكومة إسلامية شيعية اثني عشرية، تُميّز بين «أطهار» و«أهل ذمّة»، في قفزٍ فاضح فوق التاريخ والجغرافيا والعقيدة والواقع اللبناني.
هكذا، وجدت عالِمة الفلك نفسها سارحةً خارج الزمن والمكان، إلى حدّ يفرض على السامع والقارئ السؤال البديهي:
«شو جاية من المرّيخ؟»
ويدفع، في الوقت نفسه، إلى تذكيرها بالقاعدة الأبسط:
Keep your feet on the ground.




