إيران تستعد لزجّ الجيش في حربها… والرئاسة ومستشاريها يتلهّون بالثأر السياسي

بقلم تادي عواد
بينما تدخل المنطقة مرحلة شديدة الخطورة، وتتهيأ إيران لجرّ لبنان نحو مواجهة كارثية جديدة مع إسرائيل، يُصرّ الفكر العوني عبر مستشاري رئيس الجمهورية على الاستمرار في إنتاج المعارك الوهمية والغرائزية، بدل السعي إلى تحصين ما تبقّى من وطن وجيش. وفي اللحظة التي يُفترض فيها أن تكون الأولوية لحماية المؤسسة العسكرية ومنع زجّها في أتون حربٍ لا ناقة لها فيها ولا جمل، تنشغل الرئاسة اللبنانية ومستشاروها ـ وجميعهم أبناء المدرسة العونية ـ بنزاعات ثأرية وسجالات تافهة هدفها الوحيد الكيد لسمير جعجع وإلهاء اللبنانيين عن الخطر الحقيقي الداهم.
كيف تحضّر إيران لزجّ الجيش اللبناني في المعركة؟
إيران، التي خسرت معظم أوراقها الإقليمية وتُدرك أن ضربة إسرائيلية واسعة ضد حزب الله باتت وشيكة، تبحث اليوم عن وسيلة لإنقاذ آخر أدواتها العسكرية في المنطقة. وبحسب منهجها المعروف، تجد في الجيش اللبناني “درعًا بشريًا” جاهزًا ليُزجّ في معركة ليست معركته.
وتحضيرا لما هو قادم ، نشر الموقع الرسمي للمرشد الإيراني علي خامنئي مقابلة مع حسين محمدي سيرات، المدرّس في “جامعة الإمام صادق”، قال فيها بشكل صادم وواضح:
“30 في المائة من عناصر الجيش اللبناني هم من أعضاء حزب الله؛ صباحًا يرتدون زيّ الجيش، وبعد الظهر ينخرطون في صفوف الباسيج.”
هذه ليست زلّة لسان… بل إعلان نوايا.
إعلان يعني أنّ إيران لم تعد تخجل من القول إن الجيش جزء من مشروعها، وأنها مستعدة لجرّه إلى الحرب المقبلة مهما كان الثمن.
ويُضاف إلى ذلك، تصاريح إعلاميون مقرّبون من حزب الله، مثل قاسم قصير، الذي أعلن خلال مقابلة على منصة “سبوت شوت” عن “غرفة عمليات مشتركة بين الضاحية وبعبدا” لإدارة الحرب المقبلة.
الجيش الإسرائيلي اتّهم الجيش اللبناني بتسهيل تحركات حزب الله واستخدام آليات الجيش في النقل والدعم اللوجستي.
هذه العناصر كلّها تكمل الصورة:
هناك عملية إيرانية ممنهجة لتحويل الجيش اللبناني إلى جزء من منظومة حزب الله في حرب وشيكة، بهدف حماية النفوذ الإيراني لا حماية لبنان.
بينما يتعاظم الخطر… الرئاسة اللبنانية تتلهّى بالنكايات
في لحظة يفترض أن تكون فيها حماية الجيش أولوية وطنية مطلقة، تستغرق الرئاسة ومستشاروها في صراعات صغيرة وكيديات عقيمة، بدل العمل على منع توريط الجيش في معارك غير متكافئة دفاعًا عن مصالح إيران.
إنها نتيجة الفكر العوني الذي دمّر الرئاسة ولبنان، دمّر القضاء، دمّر الاقتصاد، دمّر صورة الدولة… واليوم يدمّر ما تبقّى من قدرة الجيش على البقاء خارج صراعٍ إقليمي مدمّر.
فبدل أن يتحركوا لإبعاد الجيش عن المحرقة القادمة، ينشغلون بالانتقام السياسي من سمير جعجع، ويتركون المؤسسة العسكرية وحيدة أمام مصيرٍ أسود قد يطيح بها بالكامل إذا دخلت حربًا غير متكافئة مع إسرائيل.
الخلاصة
نحن أمام لحظة خطيرة:
إيران تُعدّ لزجّ الجيش اللبناني في الحرب القادمة.
حزب الله ينسّق ويخطّط ويستخدم كل أدوات الدولة.
الفكر العوني، كالعادة، يغطي هذا المسار عبر الضجيج والإلهاء السياسي.
والجيش… مهدَّد بأن يتحوّل إلى وقود في معركة ليست معركته.
إذا لم يتحرك اللبنانيون لوقف هذه الخطة، فإن الضربة المقبلة لن تُدمّر حزب الله فقط، بل قد تقضي على الجيش اللبناني نفسه… وعندها لن يبقى من الدولة شيء.




