لبنان

بخصوص البيئة المجروحة

بقلم تادي عواد

في لبنان، صار المطلوب من البيئة المذبوحة أن تُخفي دمها، وأن تتظاهر بأنّ السكين التي ذبحتها لم تكن سكينًا… فقط لأنّ البيئة المجروحة قد “تزعَل”.

صار مطلوبًا من الضحية أن تراعي خاطر الجلّاد.
ومطلوبًا من الذين اغتيلوا على يد الجلّاد أن يعتذروا… لأنّ الجلّاد “مكسور الخاطر”.

البيئة المجروحة حزينة لأنّ الأموال التي نُهبت من البيئة المذبوحة، واستُخدمت لبناء القصور والعمارات، دمّرها العدوّ الصهيوني.
وهي غاضبة لأنّ الأراضي التي استولى عليها “المجروحون” من أهلها المذبوحين، هجّرهم منها العدوّ الصهيوني.

لكن الحقيقة القاسية أنّه لا بيئة مجروحة أكثر من بيئة تُساق إلى الموت تحت شعارات كاذبة،
ولا بيئة مذبوحة أكثر من بيئة يُطلَب منها الطاعة بينما تُسلَب منها كرامتها وحقوقها وأرضها.

وإلى أن يقتنع اللبنانيون بأنّ المظلومية الحقيقية ليست في الصراخ بل في السكين،
سيبقى الذين ذُبحوا مأمورين بأن يربّتوا على كتف من ذبحهم… احترامًا “لمشاعره”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى