لإخضاع “افتتاحية” إبراهيم الأمين لمحاسبة أمين الحزب؟

“أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أبلغت الأميركيين تحديداً، فضلاً عن حلفاء آخرين لها ينشطون في لبنان، بأن المعلومات المتوافرة لدى تل أبيب لا تقتصر على النشاط المكثّف لحزب الله في إعادة ترميم بنيته العسكرية وتفعيل قدراته وعمليات التصنيع في منشآت مُحصَّنة، بل تشمل أيضاً معطيات تشير إلى أن الحزب يدرس إمكانية الرد عبر أعمال عسكرية، من دون تقديم أي توضيحات إضافية. المقاومة في لبنان أعلنت بأنها لن تترك الأمور على حالها، ولو أن الشيخ قاسم كان واضحاً في أن المقاومة لا تسعى إلى شَنّ حرب على أحد”.
كثيرة هي المغالطات التي فاض بها هذا المقطع الصغير من افتتاحية أخبار الحزب التي كتبها إبراهيم الأمين، فإضافة إلى تكرار معزوفة الأسطوانة نفسها عن توجيه السهام إلى الشركاء في الوطن طاعناً بوطنيتهم بوصفهم “حلفاء لإسرائيل ينشطون في لبنان”… فالأمين، الناطق بلسان الحزب على صفحات صحيفته الصفراء، غالط أمين عام الحزب بعد أقلّ من 48 ساعة على كلمته في يوم الشهيد… إلى حدّ تكذيب التطمينات المباشرة للعدو التي أرسلها قاسم في خطابه قائلاً: “كل أمن المستوطنات كان موجودًا بشكل عادي وطبيعي، ولا تستطيع إسرائيل أن تدّعي بأن أمنها مُعرّض للخطر…”. ليقول في مكان آخر من كلمته: “لا توجد مشكلة على أمن المستوطنات…”. “حجّة إسرائيل بالأمن المستقبلي، وهي الآن حقّقت أمنها وتعتدي، وواضح أن القدرات الموجودة عندها تحفظها لفترات طويلة من الزمن…”.
أمّا المعلومات التي أكّدها الأمين في افتتاحيته وقاطعها مع معلومات الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والحلفاء العملاء الذين افترضهم ناشر “الأخبار” عن “إعادة ترميم بنية الحزب العسكرية وتفعيل قدراته وعمليات التصنيع في منشآت مُحصَّنة، لتشمل أيضاً معطيات تشير إلى أن الحزب يدرس إمكانية الرد عبر أعمال عسكرية”، فهي ردّ مباشر على ما قاله وكرّره في آخر إطلالة له أمين عام الحزب عن حقيقة هذا التعافي وإعادة الترميم واستعادة القدرات، إذ حصرها واختصرها قاسم بـ “نحن عم نتعافى بحضورنا الطبيعي في بلدنا. مجتمعنا مجتمع حيّ، مجتمعنا مجتمع قوي، مجتمعنا مجتمع آمن بالمقاومة، آمن بالتحرير. هذه قوة الحقيقة. دائمًا نحن نقول: قوتنا بالإيمان والإرادة، ليست القصة قصة الإمكانات، لكن هذه حجّة… سجّلوا لديكم: قوة مقاومتنا بإرادتنا وإيماننا، دماء شهدائنا زادتنا قوة وعزّة. تضحيات أهلنا أنارت طريق عزّتنا...”.
لنخلص ممّا عرضنا إلى طرح الأسئلة المشروعة التالية؟ هل إنّ إبراهيم الأمين الذي يصنّف نفسه قريبًا من الحلقة الضيّقة في قيادة الحزب عليمٌ أكثر من أمينه العام بحقيقة وماهيّة وكيفية قرار الحزب بالردّ أو عدمه؟ وهل إنّ ما قاله إبراهيم الأمين يشي بما أُشيع عن أجنحة متصارعة في الحزب بين صقور وحمائم؟ وفي حال النفي، يُطرح السؤال: هل يسعى إبراهيم الأمين، بما افتتح به صحيفته، إلى توريط الحزب عبر عرضه للذرائع الموثّقة، استجلابًا وجذبًا للاعتداءات، وتبريرًا للضربات الاستباقية وربما أكثر؟




