العهد يترنّح أمام حزب الله… والسقوط الكبير بات مسألة وقت

بقلم تادي عواد
قبل أن يسدل الستار على هذا العهد الذي خيّب آمال اللبنانيين في كل الميادين، لا بد من وقفة صريحة أمام مسار الانحدار الذي يعيشه. فبعد السقوط المدوي في ملف نزع سلاح حزب الله، وما رافقه من تراجع وتخبّط وتبرير للتخاذل أمام الوعود التي قطعت للمجتمع الدولي وللشعب اللبناني، بات واضحًا أنّ العهد الذي بدأ بشعارات الإصلاح والسيادة والاستقلال انتهى إلى حالة عجزٍ كامل وخضوعٍ مطلق لمنطق الميليشيا والسلاح غير الشرعي.
لقد راهن اللبنانيون في بدايات العهد على إمكانية استعادة الدولة لهيبتها، غير أنهم صُدموا بواقعٍ مغاير تمامًا؛ عهدٌ متردّد، ضعيف، خاضع لحزب الله، لا يملك الجرأة على اتخاذ موقف وطني حاسم. واليوم، بعد أن فقد ثقة الناس في مواقفه السيادية، تبقى أمامه فرصة أخيرة – وربما وهمية – لاستعادة شيءٍ من صورته عبر تنظيم انتخابات نيابية نزيهة وشفافة تعيد الأمل بوجود دولة ومؤسسات.
لكنّ المؤشرات لا تبشّر بالخير. فكما تراجع العهد أمام حزب الله في ملف السلاح، ها هو يتراجع مجددًا في ملف الانتخابات. بدل أن يقف حارسًا للدستور وحقوق المواطنين، بدا متردّدًا، مسوّفًا، خائفًا من مواجهة الحزب الذي قرر بسط سطوته مجددًا عبر حرمان المغتربين اللبنانيين من حقهم بالتصويت، في تعدٍّ صارخ على مبدأ المساواة والمواطنة.
إنّ هذا الانبطاح السياسي أمام إرادة الحزب، وهذا العجز عن حماية أبسط الحقوق الديمقراطية، لا يتركان مجالًا للشك بأنّ نهاية العهد باتت وشيكة. وما لم يحدث تحول جذري وسريع، فإنّ ما تبقى من أيامه لن يكون إلا مرحلة سقوط مدوٍّ في فترة قياسية، تسجَّل في ذاكرة اللبنانيين كأحد أكثر العهود ضعفًا وتهاونًا أمام مشروع الهيمنة والسلاح.




