جبران باسيل يبحث عن مناصري “التيّار”

يجول النائب جبران باسيل على البلدات اللبنانية باحثًا عن مشروعيةٍ شعبيةٍ مفقودة، والدليل على ذلك ضعفُ الحشود التي تلاقيه في محطاته المتنقّلة.
مصادرُ مراقبةٌ لزيارات باسيل اعتبرت أنّ أعدادَ المشاركين في لقاءاته لا تُذكر، إذ يكتفي في كلّ قضاءٍ بدائرته الضيّقة التي تتولّى التحضير لهذه الزيارات، والتي تبدو باهتةً في الشكل نظرًا لتراجع مؤيّديه في مختلف المناطق اللبنانية. وإذ يُصرّ باسيل في معظم الأحيان على اصطحاب عمّه “الجنرال” علّه يُنقذه بحشدٍ من عشرات المؤيدين، فإنّ ذلك لا يُبدّل من حقيقة أنّ حضوره الشعبي يتآكل.
هذا في الشكل. أمّا في المضمون، ولمن يصغي إلى ما يقوله، فيستنتج سريعًا أنّ الرجل يعيش حالة إنكارٍ كاملةٍ للمرحلة السابقة، وكأن لا علاقة له بالعهد الرئاسي ولا بالانهيار الكبير الذي شهده لبنان في ظلّ حكم “التيار”.
ففي إحدى زياراته الأخيرة، تحدّث عن “هيبة الدولة” وضرورة فرض سلطتها. يا ليته طبّق 5% ممّا يقول خلال تلك المرحلة، التي شهدت أكبر انقضاضٍ من السلاح غير الشرعي على الدولة وهيبتها ومؤسساتها، وهو السلاح الذي تحالف معه باسيل وغطّاه منذ عام 2005 حتى اليوم.
ويقول أيضًا إنّ حزب الله أخطأ وأخذ البلد إلى مكانٍ لم يكن يجب أن يبلغه. وهنا تساءلت المصادر نفسها: ألم يُخطئ باسيل عندما اعتبر لسنواتٍ أنّ سلاح حزب الله “ضمانة وطنية” و”قوّة للبنان”؟ ألم يحن الوقت ليعترف بخطيئته الكبيرة في هذا الخيار الكارثي؟
وحين يحاول باسيل أن يُقارن بين حزب الله وسائر الأفرقاء الذين شاركوا في الحرب اللبنانية، يتناسى أنّ هناك من قاتل دفاعًا عن الدولة وتحديدًا “الجبهة اللبنانية”، وأنّ حزب الله اليوم يرفض نزع سلاحه تعزيزًا لحضوره غير الشرعي على حساب الدولة.
وعندما يُقدّم باسيل نفسه ك “حالة اطمئنانٍ” للناس، عليه أن يتأكّد أنّ حتى مؤيّديه الذين يجوب البلدات بحثًا عنهم لم يعودوا مقتنعين بما يقوله.