لبنان

البدعة اللبنانية المسماة “الاستراتيجية الدفاعية”: شرعنة الإرهاب وتقويض الدولة

بقلم تادي عواد

في لبنان، ابتدع بعض السياسيين بدعة أطلقوا عليها اسم “البحث في الاستراتيجية الدفاعية”؛ بدعة لا وجود لها في أي دولة في العالم، ولا تمت بصلة إلى المفهوم الحقيقي والعلمي للاستراتيجية الدفاعية. فهي ليست سوى اختراع إيراني زرعته طهران عبر عملائها في المنطقة، لتبرير إدخال ميليشياتها وزعرانها إلى الدول العربية، بهدف تفكيكها من الداخل والسيطرة عليها.

المفهوم الحقيقي للاستراتيجية الدفاعية، كما هو معتمد في كل دول العالم، يقوم على الكيفية التي تصوغ من خلالها الجيوش النظامية والدول المستقلة خطط حماية أراضيها ومصالحها العليا. إنها خطة عسكرية – سياسية شاملة، ترتكز على الجيش الشرعي وحده كأداة القوة المعترف بها، وتحدد آليات واضحة للتصدي لأي خطر خارجي أو داخلي يهدد سيادة الدولة.

أما في لبنان، فقد تحوّل هذا المفهوم إلى كذبة مفضوحة وخدعة مكشوفة، غايتها الوحيدة تثبيت موقع خارج سلطة الدولة لصالح ميليشيا مسلّحة – عصابة قتل وإرهاب – ومنحها حصانة كاملة لممارسة الإجرام والهيمنة. وبعبارة أوضح، صار النقاش حول “الاستراتيجية الدفاعية” غطاءً رسميًا لشرعنة وجود حزب الله كقوة عسكرية تعلو على الجيش والدولة.

المشكلة الجوهرية في لبنان تكمن في وجود تنظيم إرهابي مسلّح تابع لإيران، اسمه حزب الله. هذا التنظيم ليس مقاومة، بل أداة تخريب إيرانية تزرع الفوضى، وتقتل اللبنانيين، وتجرّ البلد إلى حروب لا قرار للدولة فيها، فيما يقوّض مؤسساتها من الداخل حتى تفقد أي قدرة على النهوض.

تحت شعار “الاستراتيجية الدفاعية”، يراد فرض معادلة شيطانية: دولة ضعيفة عاجزة، وجيش مُهمَّش، في مقابل ميليشيا تمتلك السلاح والمال والقرار، وتعمل بوصاية كاملة من الحرس الثوري الإيراني. كل ذلك بهدف تفكيك لبنان وتحويله إلى قاعدة عسكرية إيرانية على المتوسط.

الحديث عن “الاستراتيجية الدفاعية” في لبنان ليس سوى مسرحية سمجة ووقحة. فالاستراتيجية الدفاعية الحقيقية تبدأ بنزع سلاح الميليشيا الإيرانية، وحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها. وما عدا ذلك، ليس إلا استمرارًا في منح حزب الله حصانة ليبقى سرطانًا ينهش جسد لبنان حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى