وضع جان جبران “تحت التصرف”: بين الطموح الانتخابي وأزمة المياه الخانقة

في خطوة وُصفت بالحاسمة، أقال مجلس الوزراء مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، وسط جدل واسع حول أداء المؤسسة في واحدة من أكثر المراحل دقة في ملف المياه بلبنان.
مصادر مطلعة أوضحت أنّ القرار لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات مرتبطة بملفات أثارت الكثير من الجدل، وعلى رأسها استغلال جبران لموقعه الإداري في سياق حسابات انتخابية، من خلال مشاريع وتوظيفات وقرارات وُصفت بأنها ذات طابع زبائني، تخدم طموحه السياسي أكثر ممّا تلبي الحاجات الفعلية للقطاع.
ويأتي هذا القرار في ظلّ أزمة مياه غير مسبوقة ضربت مناطق عدة من بيروت وجبل لبنان، وسط شكاوى متكرّرة من سوء الإدارة وغياب خطة واضحة لترشيد الاستهلاك أو تحسين التوزيع من جهة جبران. كما برزت اتهامات لجبران بإهمال مناطق تُعتبر خارج خطه السياسي، مقابل إعطاء الأولوية لمشاريع ذات مردود انتخابي، فضلًا عن ملفات أخرى مثيرة للجدل مثل صفقة سد جنّة التي أحاطتها شبهات كبيرة.
وبينما يفتح هذا القرار الباب أمام مرحلة جديدة في إدارة قطاع المياه، يبقى السؤال الأبرز: هل ستُشكّل هذه الإقالة بداية لمعالجة أزمة المياه المتفاقمة، وابعاد “الزبائنية” عن المؤسسة؟