فرنجية وباسيل يكتشفان الدولة… متأخرًا: أين ذهب سلاح الثقة؟

ملفت تصريح النائب طوني فرنجية، الذي لطالما افتخر هو ووالده بأنهما من “خط” الممانعة، وبأنهما أصدقاء آل الأسد، وأن السيد حسن نصرالله حليف وصديق يثقان به، حين دعا مؤخرًا إلى حصرية السلاح بيد الدولة.
طوني فرنجية ووالده كانا من أبرز المدافعين عن سلاح حزب الله، اعتبراه جزءًا من حماية لبنان ودافعا عن دوره العسكري والسياسي، ورأيا فيه ضمانة للشرعية اللبنانية. فإذا بطوني اليوم يطالب بحصرية السلاح بيد الدولة.
فما الذي حصل اليوم؟ ما الذي تبدّل؟ هل هي معطيات الداخل؟ أم تحولات الإقليم؟ أم نصائح الخارج؟
هل نسي طوني فرنجية تلك “الثقة” التي طالما شدّد عليها مع السيد حسن؟
النائب جبران باسيل بدوره يتحدث اليوم بلهجة مشابهة، بعد سنوات من الارتهان للسلاح، مقابل الرئاسة الأولى التي فشل في حكمها عمّه الرئيس ميشال عون، ومقاعد وزارية ونيابية.
باسيل، الذي باع “الاستراتيجيا” مقابل الموقع، خسر في النهاية الموقع و”الاستراتيجيا”، واليوم يبحث عن عودة سياسية، بعد العقوبات الأميركية التي وُجهت ضده بتهم الفساد في الإدارة والحكم.
فلماذا هذا التبدّل اليوم؟
بعد أن قبلوا سلاح الحزب قبل الجميع واعتبروه المدافع الأول عن لبنان، بل وسمعنا الرئيس ميشال عون نفسه يقول إن الجيش “غير قادر” على حماية لبنان… قدّموا لحزب الله كل ما يحتاجه. واليوم يتنصلون منه.
مراقب دقيق للسياسة اللبنانية قال لموقعنا: “سقط رهانهم الإقليمي بفعل التحوّلات الكبرى في المنطقة، واليوم هم قلقون على مستقبلهم السياسي، وكأنهم يقولون: لو كنا نعلم!”