لبنان

جبهة العملاء من الجنوب… حتى الصف الأول

 

تتوالى فضائح الانكشاف داخل بنية “حزب الله”، ولم تعد الخيانات محصورة في الهوامش، بل امتدت إلى أعماق الدائرة التي لطالما قُدّست على المنابر، وهُتف لها في المجالس كرمز للولاء والصفاء.

انفضح “المنشد” الذي كان يُبكي الحضور بصوته، وسقط “الأخ” المسؤول عن مجموعات أمنية، وتلاه شقيق “الشهيد” الذي نُقش اسمه على الجدران كشاهد على التضحية. واكتشفنا أن العدو الإسرائيلي لم يكن على الحدود فقط، بل في قلوب الحراس، في عمق البيئة التنظيمية، وفي النفوس التي كانت تدّعي الانتماء وهي تخفي الولاء للخصم.

لقد بات واضحًا أن الانتماء العقائدي، حين يُفرض بقوة السلاح والتخويف، لا يصنع مقاومين بل يولّد نقمة وخيانة. الولاء الذي يُنتزع بالترهيب لا يصمد في لحظة اختبار، والانهيار من الداخل بات أسرع من أي اختراق خارجي.

وإذا كان المنشد عميلًا، وبعده قائد ميداني، وبعده رجل دين، فمَن التالي؟ هل ننتظر أن يُطلّ علينا وفيق صفا عبر شاشة “كان 11” الإسرائيلية كمحلل شؤون لبنانية من تل أبيب؟ سؤال يبدو ساخرًا، لكنه اليوم بات واقعيًا أكثر من أي وقت مضى.

ما نعيشه ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات لعقود من عبادة الأصنام السياسية، وتقديس الحرس الثوري بدل مواجهة الاحتلال الحقيقي: احتلال الداخل، احتلال الكذب، واحتلال “القداسة” المزوّرة.

لقد فتحت الأبواب من الداخل، وجرى تسليم “المقاومة” طواعية، ملفوفة بعمامة، إلى من يُفترض أنه العدو الأول. هذه الحقيقة المُرّة يجب أن تُقال اليوم، قبل أن نصحو على انكشاف أوسع وأخطر، يهدّد ما تبقى من تماسك داخلي.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى