متى يستفيق مسؤولو حزب الله من غيبوبتهم؟

من جديد، يطلّ علينا النائب حسن فضل الله بتصريح استفزازي، مدّعيًا أن موقف وزير الخارجية لا يُعبّر عن الدولة اللبنانية، بل عن رأيه الشخصي، مؤكّدًا أن حزب الله “جزء من هذه الدولة”. لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه: متى يستفيق حسن فضل الله ورفاقه من غيبوبتهم السياسية، ويقرؤون الدستور، والبيان الوزاري، وخطاب القسم؟
هل قرأتم البيان الوزاري الذي التزمتم به أمام اللبنانيين؟
كيف تزعمون أنكم “جزء من الدولة اللبنانية”، في حين أنكم تتجاوزونها بقرارات أمنية وعسكرية وامتلاكٍ للسلاح خارج إطار الشرعية؟ أليس البيان الوزاري – الذي أقرّته حكومة انتم مشاركين فيها – ينصّ صراحة على حصر السلاح بيد القوى الأمنية الشرعية؟ أم أنكم تتعاملون مع النصوص الرسمية كما تتعاملون مع القانون: مجرد أوراق لا تلزمكم بشيء؟
وماذا عن خطاب القسم؟
في خطاب القسم، تعهّد رئيس الجمهورية بأن لا سلاح خارج إطار الدولة، وأن السيادة الوطنية لا شريك فيها. فهل نسيتم هذا الالتزام، أم أنكم قرأتم الخطاب وقرّرتم تجاهله؟ تصرّون على الاستمرار كدويلة فوق الدولة، كأن لا قيمة لأي ميثاق، أو عهد، أو دستور.
3. الاتفاق مع إسرائيل: وثيقة استسلام موثّقة
وقعتم اتفاقاً مذلاً مع العدو الإسرائيلي، لا بل سوقتم له كـ”انتصار”. الحقيقة أنكم وقعتم وثيقة استسلام، بعد أن أوهمتم بيئتكم بأن العدو أجبن من المواجهة، وأنكم على مشارف تحرير القدس، عدتم لتوقّعوا على شروطه. أهذه هي “المقاومة” التي تتباهون بها؟
هل تهددون بحرب أهلية؟
حين تعجزون عن فرض مشيئتكم، تلجأون إلى التهديد والتخوين والوعيد، في محاولة لترهيب اللبنانيين: إما أن نحكم كما نشاء، أو نُشعل النار في البلد. فهل بات واضحًا أنكم مستعدون لجرّ لبنان إلى حرب أهلية جديدة، فقط لأن مشروع “ولاية الفقيه” لم يتحقّق بعد؟
لبنان لن يبقى رهينة
كفى تذاكيًا على اللبنانيين. كفى ترديدًا لعبارة “نحن جزء من الدولة” وأنتم أول من يضرب مؤسساتها، ويمنع قيامها، ويربط قرارها السيادي بأجندة خارجية.
إن لم تستفيقوا اليوم، فغدًا لن يكون لكم مكان في الدولة التي تزعمون الانتماء إليها. لبنان، الحر، السيّد، المستقل، قادم… ولن يكون فيه سلاح غير شرعي، ولا سلطة فوق سلطة الدولة.