عكار في قلب المعركة الانتخابية: تقدّم للقوات في عدد من البلدات… وخلافات وانقسامات في المعسكر العوني

تتواصل المعركة البلدية والاختيارية في محافظة عكار وسط منافسة حادة بين اللائحة المدعومة من “القوات اللبنانية” وحلفائها في وجه لوائح مدعومة من قوى المعارضة والممانعة، إلى جانب انقسامات داخل التيار الوطني الحر، وتوترات في بعض البلدات، ما يجعل من عكار ساحة انتخابية مفتوحة على كل الاحتمالات.
القبيات، البلدة الأكبر في القضاء، تشهد توتراً ضمن اللائحة الائتلافية التي تضم “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” والنائب هادي حبيش. إذ تُسجَّل حالات تشطيب لمرشحي القوات من قبل مناصرين للتيار، مقابل إدراج أسماء عونيين من لائحة الخصم، ما دفع “القوات” إلى دعوة الناخبين للالتزام الكامل باللائحة احتراماً للاتفاق السياسي الذي أنتج التحالف، ولما يمثله رئيس اللائحة من توازن وتفاهم جامع.
في عندقت، تسير المعركة بارتياح لصالح اللائحة التي يترأسها طوني حنا، والتي تحقق تقدّماً واضحاً على خصومها، وسط أجواء انتخابية منظمة وهادئة.
أما في تلعباس الغربي، فيخوض مرشحو “القوات اللبنانية” معركة صعبة أمام تحالف كامل لقوى الممانعة، غير أن التقديرات تشير إلى تحقيق رقم انتخابي جيد لصالح اللائحة السيادية، بما يعكس حضور القوات في عمق عكار.
في حلبا، عاصمة القضاء، تبدو المعركة متقاربة بين لائحة يترأسها سعيد الحلبي ولائحة مدعومة من “القوات”. وقد سُجّل اعتراض واسع من الأهالي على أداء القوى الأمنية، التي اتُهمت بمسايرة لائحة الحلبي، ما يهدد بتوتر انتخابي في الساعات المقبلة.
بقرزلا وبينو تشهدان معركتين متقاربتين، وسط احتدام المنافسة بين اللائحتين المتواجهتين، من دون مؤشرات حاسمة حتى الساعة.
أما في شدرا، فتسجّل اللائحة المدعومة من “القوات اللبنانية”، والتي يرأسها علاء خليل، تقدّماً واضحاً على لائحة “التيار الوطني الحر”، في معركة تجسّد التباين الحاد بين القوى السيادية وقوى العهد السابق.
في الجديدة، الصراع بلغ داخل البيت العوني نفسه، مع وجود لائحتين ممثلتين للتيار الوطني الحر، ما أدّى إلى وقوع إشكالات داخلية متكررة، طاول بعضها القوى الأمنية. هذا الانقسام يضعف فرص الطرفين ويفتح المجال أمام احتمالات جديدة.
أما في انتخابات المخاتير، فتشير المعلومات إلى تقدّم ملحوظ للمختارين المدعومين من “القوات اللبنانية” في بلدتي منيارة وشيخ طابا، ما يعزز حضور القوات في المواقع المحلية الرمزية.
في المحصلة، تبدو معركة عكار مشتعلة ومتنوعة الاتجاهات، بين بلدات تسير فيها التحالفات بارتياح، وأخرى تعاني من الانقسامات الداخلية والضغوط، ما يجعل نتائج عكار محطة مركزية في قراءة التوازنات السياسية على المستوى الشمالي والوطني.