انتخابات جبل لبنان البلدية: رسائل سياسية بتوقيع الناخبين… من تراجع التيار إلى صعود القوات والكتائب

بقلم تادي عواد

شهدت محافظة جبل لبنان يوم الأحد 4 أيار 2025 أول انتخابات بلدية منذ عام 2016، وسط أجواء سياسية مشحونة وأزمة اقتصادية خانقة. وبلغت نسبة الاقتراع العامة نحو 44%، توزعت على الشكل الآتي: جبيل 56%، كسروان 59%، المتن 37%، بعبدا 38%، الشوف 44%، عاليه 41%.

وقد أسفرت النتائج عن تغييرات بارزة في موازين القوى السياسية، حملت رسائل مباشرة إلى الأحزاب التقليدية.

القوات اللبنانية: توسّع انتخابي لافت

سجّل حزب القوات اللبنانية، منفردًا أو ضمن تحالفات، تقدمًا ملحوظًا في أقضية كسروان، جبيل، المتن، وبعبدا:

في جونية، فازت لائحة “نهضة جونية” المدعومة من القوات والنائبين إفرام والخازن بكامل المقاعد (21 عضوًا).

في جبيل، حصدت لائحة “جبيل أحلى” المدعومة من القوات والنائب زياد حواط جميع المقاعد (18 عضوًا).

في الجديدة–البوشرية–السد (المتن)، فازت لائحة “صار وقتا” بـ20 مقعدًا.

هذه المكاسب تمثّل توسعًا ملموسًا مقارنة بانتخابات 2016 التي شهدت فيها القوات نتائج محدودة في جبل لبنان.

الكتائب اللبنانية: أداء ثابت مع تحالفات ذكية

أحرز حزب الكتائب انتصارات نوعية:

فوز لائحة نيكول الجميّل في بكفيا.

تحالف ناجح مع القوات في عدد من البلدات.

رغم ضعف البنية التنظيمية مقارنة بالأحزاب الكبرى، استفاد الحزب من صورته كقوة معارضة إصلاحية.

التيار الوطني الحر: خسائر في معاقل أساسية

تراجع حضور التيار الوطني الحر بشكل كبير:

خسر في جونية، جبيل، وقرى عديدة في المتن الشمالي.

فاز في الحدت وسوق الغرب وبعض البلدات الصغيرة.

مقارنة بانتخابات 2016، حين كان التيار يسيطر على بلديات استراتيجية، تُعد هذه النتائج تراجعًا حادًا في الشعبية.

الحزب التقدمي الاشتراكي: صمود مناطقي مع خروقات

حافظ على بلدية بحمدون المحطة (14/14 مقعدًا).

فاز في الشويفات بتحالف مع طلال أرسلان، بفارق يقارب 500 صوت عن لائحة المجتمع المدني.

رغم ذلك، سجلت خروقات مؤشّرة على تبدّل المزاج في بعض بلدات الجبل.

الثنائي الشيعي: انتصارات محلية مع مؤشرات اعتراض

فاز حزب الله وأمل بمعظم المقاعد في الغبيري، برج البراجنة، حارة حريك.

لكن لائحة مدعومة من النائب آلان عون حققت اختراقًا نادرًا في حارة حريك.

المجتمع المدني: حضور رمزي واستعداد لمعارك قادمة

رغم ضعف النتائج الإجمالية، سجلت لوائح المجتمع المدني أداء لافتًا في الشويفات ومناطق متفرقة، ما يعكس بداية تشكّل قوة معارضة مستقبلية.

تحوّل المزاج الشعبي؟

أظهرت انتخابات 2025 في جبل لبنان أن الثقة الشعبية تتجه نحو القوى التي تتبنّى خطابًا تغييرًا ومعارضة واضحة. فبين تراجع “التيار”، وتقدّم “القوات” و”الكتائب”، وحضور المجتمع المدني، تتهيّأ الأرضية لتحولات أوسع في الانتخابات النيابية المقبلة.