المهزلة مستمرة: لبنان في دوامة الوقت الضائع

لا يزال لبنان يتخبط في أزمته الاقتصادية المستعصية، دون أي بارقة أمل في الأفق، والسبب واضح، لا أحد يريد الحل. الأزمة ليست مجرد أزمة مالية، بل أزمة نظام بأكمله، نظام تحكمه الميليشيات والمافيات، ويتغذى على الفساد والمحاصصة.
حزب الله: الدولة داخل الدولة
لا يمكن الحديث عن أي إصلاح حقيقي طالما أن هناك كيانًا مسلحًا خارج إطار الدولة، يتحكم بالقرار السياسي، ويرهن البلاد لأجندات خارجية. حزب الله ليس مجرد حزب سياسي، بل هو تنظيم عسكري أمني اقتصادي يسيطر على مفاصل الدولة، يمنع أي محاولة للإنقاذ، ويجعل أي إصلاح فعلي مستحيلًا. فكيف يمكن بناء اقتصاد حرّ ومستقل في ظل دويلة مسلحة داخل الدولة؟
الإصلاح المستحيل: دولة الفساد العميق
إذا كان حزب الله هو العائق الأول، فالفساد هو العائق الموازي له. الطبقة السياسية التي نهبت الدولة لعقود لا تزال تحاول البقاء في السلطة بأي ثمن، حتى لو كان الثمن هو بقاء لبنان في جهنم. يرفضون أي إصلاح جدي، ويكتفون بمحاولات ترقيعية هدفها الوحيد هو كسب الوقت والمزيد من السرقة.
المحاولات التشاطرية التي تقوم بها الحكومة، كخطة “استعادة الثقة”، ليست سوى مسرحيات هزلية. الهدف ليس إعادة أموال المودعين، بل إيجاد ضحايا جدد لسرقتهم بحجة “إنقاذ” الضحايا السابقين. إنها نفس المعادلة الفاشلة: سرقة جديدة لتغطية سرقة قديمة، في دائرة لا تنتهي من الاحتيال على الشعب.
لا مساعدات، لا إنقاذ، لا أمل
في ظل هذا الواقع، لا أحد مستعد لمساعدة لبنان. المجتمع الدولي واضح في موقفه: لا أموال دون إصلاحات، ولا إصلاحات في ظل وجود حزب الله والفساد. أي كلام عن “دعم دولي” أو “استثمارات مستقبلية” هو مجرد وهم، لأن العالم لم يعد غبيًا ليرمي أمواله في حفرة لا قاع لها.
الخلاصة: لبنان إلى أين؟
لبنان اليوم ليس على شفا الانهيار، بل في قلبه. كل ما يحصل هو مجرد شراء للوقت، بينما الحقيقة هي أن البلد يتآكل من الداخل. لا حلول سحرية، ولا إنقاذ من الخارج. الحل الوحيد يبدأ من الداخل: تفكيك دويلة حزب الله، وإسقاط نظام الفساد بالكامل. وما لم يحدث ذلك، فالمهزلة مستمرة… حتى النهاية.