لبنان

ساعة الحقيقة في لبنان: لا مجال للكذب أو المناورة

بقلم تادي عواد

دخل العالم مرحلة جديدة لا تحتمل المواقف الرمادية، مرحلة انتهى فيها زمن الدبلوماسية الناعمة والتلاعب بالألفاظ. لقد أثبتت إدارة الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، ذلك بما لا يدع مجالًا للشك، وما حدث مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي خير دليل. اليوم، الوضوح والصرامة هما العملة السياسية الوحيدة المتداولة في القاموس الأميركي، أما الأكاذيب والمراوغات، فلم يعد لها مكان.

لبنان ليس استثناءً من هذه القاعدة. لم يعد بإمكانه الاستمرار في سياسة الهروب إلى الأمام أو التلاعب بالمصطلحات. المطالب الأميركية واضحة وضوح الشمس: حزب الله منظمة إرهابية، وسلاحه يجب أن يُنزع بالكامل، دون تجميل أو أعذار واهية، مثل كذبة “المقاومة” التي اخترعها لبنان وصدّقها طويلًا.

الحكومة اللبنانية أمام اختبار حاسم، وخيارها بسيط وواضح: إما تنفيذ المطلوب دوليًا بنزع سلاح حزب الله وتحويله إلى حزب سياسي خالص، أو مواجهة العزلة التامة والحرمان من أي دعم مالي واقتصادي. لا مال، ولا إعادة إعمار، مهما توسّل لبنان المجتمع الدولي، قبل تجريد حزب الله من سلاحه.

المشكلة الأولى تكمن في عقلية قيادة حزب الله وإيران، التي لا تزال تعتقد أنها قادرة على المناورة وكسب الوقت بانتظار تغييرات وظروف أفضل، كما فعلت في العقود الماضية. لكن هذا الوهم سقط تمامًا، لأننا أمام واقع لا يقبل المراوغة: إما التسليم بالشروط الأميركية الكاملة، أو أن لبنان ذاهب نحو الانهيار والدمار المحتَّم.

المشكلة الثانية تكمن في عقلية الطبقة السياسية اللبنانية، التي تعتقد أنها تستطيع المناورة والتحجج بذرائع داخلية، واللعب بالكلام، تارةً بالميثاقية، وطَورًا بالإمكانيات المحدودة، وما إلى ذلك. هذه الطبقة السياسية الفاسدة لم تستوعب بعدُ أن لا مجال للمراوغة والكذب، ولا مكان للدبلوماسية المنمّقة. لا وساطات، لا حلول وسط، لا وقت للمماطلة. ساعة الحقيقة دقّت، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولية قراره.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى