لبنان

لبنان بين المطرقة الأميركية وسندان الضبابية السياسية

لم يكن القرار الأميركي بوقف المساعدات عن لبنان سوى نتيجة حتمية للنهج السياسي اللبناني، الذي يتعامل مع المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة، بمنطق المراوغة والتذاكي. فمنذ سنوات، اعتاد المسؤولون اللبنانيون اللعب على التناقضات الدولية، متجاهلين أن الإدارة الأميركية الحالية تتطلب مواقف واضحة وخطوات ملموسة.

الإدارة الأميركية، بقيادة دونالد ترامب، لم تعد تقبل بالتصريحات المزدوجة أو الوعود الفارغة التي دأب السياسيون اللبنانيون على تقديمها لشراء الوقت. بل على العكس، تشترط واشنطن تنفيذ المطالب بوضوح، وعلى رأسها نزع سلاح حزب الله بالكامل قبل تقديم أي دعم.

كما عبّرت عن انزعاجها من تهاون الدولة اللبنانية في معالجة القضايا الأمنية، بما في ذلك الاعتداء الذي استهدف قوات اليونيفيل، وتجاهلها دخول آلاف الأفراد من مختلف دول العالم لحضور تشييع حسن نصرالله، المصنَّف إرهابيًا في الولايات المتحدة، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة غير محسوبة.

في الواقع، لم يكن القرار الأميركي سوى رسالة واضحة: إما الالتزام بالمطالب الدولية وتنفيذها بحزم، أو مواجهة عواقب قاسية. وقد مُنِحَت الطبقة الحاكمة في لبنان مهلة ستة أشهر للاستجابة لهذه المطالب. وعلى الطبقة السياسية أن تدرك أن عصر الخطابات المزدوجة قد انتهى، وأن العالم لم يعد يعترف بسياسات اللعب على الحبال. فهل يستفيق القادة اللبنانيون قبل فوات الأوان، أم أن الانهيار الكامل هو المصير الحتمي؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى