إلى متى ستبقى قوات اليونيفيل رهينةً لدى حزب الله وشاهدَ زورٍ لخدمة أهدافه؟

بقلم تادي عواد
لم يكن الاعتداء الأخير الذي تعرّضت له دورية تابعة لقوات اليونيفيل عند مدخل مطار بيروت سوى حلقة جديدة في سلسلة الإهانات والاعتداءات التي تواجهها القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان. إحراق المركبات، الاعتداء بالضرب، السرقة، وحتى القتل، ليست مجرد تجاوزات فردية، بل سياسة ممنهجة تفرضها ميليشيا حزب الله لترهيب القوة الدولية وإبقائها في حالة شلل تام، غير قادرة على تنفيذ مهامها وفق التفويض الممنوح لها.
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها اليونيفيل لاعتداء مباشر، فقد سبق أن أُعدم أحد عناصرها من القوة الإيرلندية، وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح جرّاء إطلاق النار على عربة مدرعة كانوا على متنها في العاقبية جنوب لبنان.
ورغم ذلك، لا تزال الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، مُصرّةً على تبنّي سياسة الضعف والخنوع، متجاهلةً الحقيقة الواضحة: حزب الله يعتبر قوات اليونيفيل مجرد ورقة تفاوض ووسيلة ضغط، ولا يرى فيها سوى كيان يمكن إخضاعه وإهانته متى شاء.
السؤال البديهي الذي يطرح نفسه: لماذا تُصرّ فرنسا والأمم المتحدة على خدمة مصالح حزب الله وإيران، حتى ولو كان ذلك على حساب أمن جنودها؟ ولماذا تصرّ الحكومات الأوروبية على الإبقاء على هذه المهزلة، حيث تحوّلت قوات حفظ السلام إلى شاهد زور على تمدد إرهابيي حزب الله في الجنوب اللبناني؟
إن التراخي الأوروبي لم يؤدِّ إلا إلى ترسيخ نفوذ حزب الله، الذي بات يتعامل مع الجنوب اللبناني وكأنه أرضٌ خاضعةٌ بالكامل لسلطته، فيما تكتفي اليونيفيل بلعب دور المتفرّج العاجز. فإلى متى هذا العبث؟ وإلى متى ستظل قوات اليونيفيل رهينةً لدى ميليشيا خارجة عن القانون؟