لبنان

ربحنا معركة، لكننا لم نربح الحرب بعد

بقلم تادي عواد –

يمكن القول إن الحراك الثوري والقوى السيادية في لبنان نجحوا في تحقيق إنجازات ملموسة، أبرزها إضعاف الفاسدين الصغار الذين شكّلوا أدوات بيد حزب الله، مثل تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. لكن هذه ليست سوى خطوة أولى في مواجهة المنظومة الفاسدة الأكبر، والمتمثلة بالثنائي الشيعي، الذي لا يزال ممسكًا بمفاصل الدولة وأدوات السيطرة الفعلية.

تحييد أدوات حزب الله: نصر تكتيكي مهم

لم يكن دور الفاسدين الصغار هامشيًا، بل كانوا بمثابة حصان طروادة الذي سمح لحزب الله بالتغلغل داخل البيئات غير الشيعية، تحديدًا المسيحية والسنية. عبرهم، استطاع فرض نفوذه على القرار السياسي والأمني، مستغلًا فسادهم وضعفهم كواجهة “مدنية” لتمرير مشاريعه. لذلك، فإن تحييدهم يُعدّ إنجازًا تكتيكيًا مهمًا، لكنه لا يعني بأي حال من الأحوال الانتصار في الحرب.

المواجهة مع المنظومة: حرب طويلة لا ضربة قاضية

الثنائي الشيعي لا يعتمد فقط على الفاسدين الصغار، بل يمتلك شبكة مصالح أعمق تشمل المال، السلاح، التحالفات الإقليمية، والمؤسسات الرسمية. لذلك، فإن المواجهة معه لن تُحسم بضربة قاضية، بل ستكون حربًا طويلة مليئة بالمعارك التكتيكية، التي يجب أن تُدار بدهاء وصبر.

المعركة الاستراتيجية لم تبدأ بعد

ما تحقق حتى الآن ليس سوى مرحلة تمهيدية. النصر الحقيقي لن يتحقق إلا بتفكيك البنية العميقة لهذه المنظومة، وإضعاف قدرتها على التحكم بالدولة والقرار الوطني. حتى ذلك الحين، ستظل المعركة مفتوحة، وستتطلب المزيد من المواجهات والتضحيات، وصولًا إلى التغيير الجذري المنشود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى