لبنان

تجمع نقابة الصحافة البديلة: من الدفاع عن الحقوق إلى الدفاع عن الجريمة؟

بقلم تادي عواد –

تأسّس “تجمع نقابة الصحافة البديلة” في لبنان بعد انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، كخطوة تهدف إلى تأمين حماية للصحافيين والصحافيات والدفاع عن حقوقهم وحرياتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان. هدف نبيل في الظاهر، لكن كما يقول المثل: “الطريق إلى الجحيم مفروشة بالنوايا الحسنة”.

الحرية.. وسوء الاستخدام
كم من الجرائم ارتكبت باسم الحرية! البداية كانت دفاعًا مشروعًا عن حقوق الصحافيين، ولكن اليوم، يبدو أن البوصلة قد ضاعت، فتحوّل التجمع من كيان يدافع عن حقوق الصحافيين إلى منصة تحمي المجرمين والمتطرفين. بيانهم الصادر في 16 ديسمبر 2024، والذي رفض الإجراءات القضائية ضد الصحافيين والناشطين المتّهمين بالتحريض على قصف قناة MTV وقتل العاملين فيها، كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير.

التحريض على القتل ليس حرية تعبير
من السذاجة اعتبار التحريض على القتل والترويج للعنف ضمن نطاق حرية التعبير. القانون واضح وصريح: التحريض على العنف والقتل هو جريمة يعاقب عليها القانون. أين مبادئ الصحافة النزيهة في الدفاع عن جرائم من هذا النوع؟ وهل يمكن حقًا وضع التحريض على سفك الدماء تحت شعار حرية الرأي؟

من الدفاع عن الحقيقة إلى التبعية
“تجمع نقابة الصحافة البديلة” لم يعد ذلك الإطار المستقل الذي يدافع عن الصحافيين وحقوقهم. بل يبدو أنه انحرف عن مساره ليصبح بوقًا سياسيًا يتماشى مع أجندة حزب الله، مستغلًا واجهة “الدفاع عن الحرية”. بدلًا من أن يدافع عن الصحافيين العاملين بجرأة وشفافية، بات التجمع يدافع عن مرتكبي الجرائم والمحرّضين على العنف، متخليًا عن واجبه الأساسي المتمثل في الدفاع عن الحقيقة.

إلى أين؟
في نهاية المطاف، فإن استغلال شعار حرية التعبير للدفاع عن الجريمة يهدد بإفقاد الصحافة دورها الأخلاقي والمجتمعي. الصحافة مسؤولة عن كشف الحقائق ومحاربة الظلم، لا عن دعم المحرضين والعابثين بالقوانين.

على “تجمع نقابة الصحافة البديلة” أن يتخذ موقفًا واضحًا وصارمًا في رفض الجريمة والتحريض عليها، وإعادة بناء رؤيته على أساس القيم التي تأسس من أجلها. حرية الصحافة لا يمكن أن تكون درعًا لحماية الجرائم، بل يجب أن تكون سيفًا لمحاربة الفساد ونصرة المظلومين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى