لبنان

لعبة الأكاذيب السياسية والتضليل الإعلامي في ملف تأليف الحكومة

بقلم تادي عواد –

يبدو أن التلاعب بالمعلومات والتضليل الإعلامي قد أصبحا أدوات أساسية تُستخدم من قِبل إعلام الممانعة لتحقيق أهداف دعائية قصيرة المدى. إذ يقوم الثنائي الشيعي بتسريب أخبار كاذبة وتعبئة الفضاء الإعلامي بسيناريوهات وهمية تتعلق بعملية تأليف الحكومة.

التكتّم مقابل التهويل

في حين يتعامل رئيس الحكومة المكلّف بحذر وتكتّم شديدين إزاء مجريات عملية التأليف، يلجأ الثنائي إلى تسريبات إعلامية مكثفة تتمحور حول تشكيلات وزارية مزعومة وتوافقات لا أساس لها من الصحة. هذه التسريبات ليست سوى محاولة مدروسة لتضليل الرأي العام، حيث تُستخدم وسائل الإعلام لنشر شائعات تهدف إلى إيهام الشارع بأن الثنائي يلعب دورًا محوريًا في هذه المرحلة، رغم أن الواقع يُظهر العكس تمامًا.

محاولة استعادة الهيبة بعد النكسات

التكتيك الذي يتبعه الثنائي ليس بريئًا أو عشوائيًا، بل يُعد جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى ترميم صورته المهشّمة أمام جمهوره، بعد سلسلة من الخسائر والنكسات، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. فقد واجه الثنائي إخفاقات سياسية وعسكرية مؤلمة، كان أبرزها توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي أكد محدودية قدرته على فرض شروطه.

التضليل كوسيلة للهروب من المأزق

ما يجري ليس سوى محاولة يائسة للهروب من الواقع المرير الذي يعيشه الثنائي. فاللجوء إلى تسريب الأخبار الكاذبة وتضخيم دوره في عملية تأليف الحكومة يكشف عن مأزق عميق يعاني منه. إذ يسعى الثنائي، من خلال هذه المناورات الإعلامية، إلى خداع جمهوره وإيهامه بأن دوره لا يزال محوريًا، رغم تراجع نفوذه وفقدانه زمام المبادرة في ملفات سياسية أساسية.

النتيجة: عبث إعلامي ومزيد من الإرباك

في النهاية، لا يسهم هذا النهج إلا في تعقيد المشهد السياسي وزيادة إرباك المواطنين الذين يعانون من أزمة اقتصادية خانقة. وبدلاً من الانخراط في محاولات جادة لتأليف حكومة فاعلة وقادرة على مواجهة التحديات، يُصرّ الثنائي على استنزاف الوقت والجهد في صناعة أكاذيب لن تخفي الحقيقة، بل ستُظهر مزيدًا من ضعفه وتخبّطه.

الخاتمة

إن استخدام الكذب والتضليل كأداة سياسية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التراجع والانكشاف. ما يحتاجه الشعب اليوم هو الشفافية والجدّية في معالجة القضايا المصيرية، وليس المزيد من المسرحيات الإعلامية الفاشلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى