لبنان

حزب الله: سلاح الهيمنة تحت قناع المقاومة

بقلم تادي عواد –

أثبتت التجربة، على مدى عقود، أن سلاح حزب الله لم يكن يومًا وسيلة لتحرير الأرض بقدر ما كان أداة لفرض الهيمنة الإيرانية على لبنان. ما كان يُسوّق له باعتباره “مقاومة” تحوّل إلى مشروع احتلال داخلي يخدم أجندات خارجية لا تمتّ بصلة لمصلحة الشعب اللبناني. هذا السلاح، الذي ادّعى حماية الوطن، بات موجّهًا ضد أهله وعمقه السيادي، ليسهم في تفتيت الدولة بدلًا من تعزيزها.

احتلال داخلي تحت غطاء المقاومة

قبل أن يجرّ حزب الله لبنان إلى حروب عبثية بذريعة تحرير الأرض، ألم يكن من الأولى أن يحرر الأراضي اللبنانية التي يحتلها فعليًا عبر أتباعه؟ مناطق مثل دير ميماس، رويسات الجديدة، ولاسا شاهدة على سيطرة الحزب وفرض الأمر الواقع بالقوة على اللبنانيين. فهل يُعقل أن من يحتل أراضي شعبه يتحدّث عن تحرير الأرض؟ أليس هذا هو الوجه الحقيقي للاحتلال الداخلي الذي يمارسه الحزب تحت غطاء المقاومة؟

ازدواجية المعايير

كيف يحق لمن يسيطر بالسلاح على أراضٍ لبنانية ويمارس التعدي على أملاك المواطنين أن يدّعي محاربة الاحتلال الإسرائيلي؟ أي منطق يسمح لحزب الله بأن يتصرّف وكأن لبنان ملكية خاصة خاضعة له ولأوامر خارجية؟
اللبنانيون لم يطالبوا الحزب يومًا بتحرير الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، بل طالبوه بتحرير أملاكهم وأراضيهم من قبضته.

إعمار ما دمّره السلاح

بعد سلسلة الحروب العبثية التي خاضها حزب الله، والتي لم تكن يومًا لمصلحة لبنان، كيف يجرؤ على مطالبة اللبنانيين بإعادة إعمار ما دمّره بسلاحه؟ الشعب اللبناني، الذي يدفع الثمن يوميًا من اقتصاده وأمنه، لم يعد قادرًا على تحمّل تبعات مغامرات الحزب الكارثية. ومع ذلك، يطالبه الحزب بتحمل أعباء إعادة الإعمار، وكأن الخراب كان قدرًا محتوما لا مفرّ منه، وليس نتيجة قراراته الطائشة.

خاتمة

لم يكن سلاح حزب الله يومًا مصدر حماية للبنان، بل أصبح عبئًا ثقيلًا على كاهل الدولة والشعب. بدلًا من أن يكون وسيلة للدفاع عن الوطن، تحوّل إلى أداة لفرض الهيمنة وتقويض السيادة الوطنية.
حان الوقت لمحاسبة من يتلاعب بمصير لبنان، ولإعادة القرار الوطني إلى أصحابه الحقيقيين، بعيدًا عن الهيمنة الإيرانية وأذرعها المحلية.
الشعب اللبناني يستحق دولة مستقلة، قوية، وسيدة على كامل أراضيها، لا دويلة داخل الدولة تتحكم بها قوى السلاح وأجندات الخارج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى