لبنان

جوزيف عون: بداية عهد جديد يعيد الأمل للبنان

بقلم تادي عواد –

يمثل انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية خطوة هامة تستدعي التفاؤل، نظرًا لتاريخه المشرف في قيادة الجيش، حيث نجح في تحصين المؤسسة العسكرية من التدخلات السياسية التي كانت أحد أسباب تدهور مؤسسات الدولة. إضافة إلى ذلك، ألقى الرئيس خطاب قسم صريح ومباشر، خالٍ من العبارات الفضفاضة، يطرح بوضوح القضايا الجوهرية التي تواجه لبنان، مع الالتزام بحلول عملية وواضحة.

خطاب قسم صادق وشفاف

للمرة الأولى، يقدم رئيس جديد خطاباً يتسم بالشفافية، بعيداً عن الشعارات التقليدية. وقد تميز الخطاب بطرح قضايا حساسة تتطلب معالجة جادة، أبرزها:

1. حصرية السلاح بيد الدولة
أكد الرئيس بشكل قاطع أن السلاح يجب أن يظل حكراً على الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، وهو ما يفتح الباب أمام استعادة هيبة الدولة وسيادتها.

2. مكافحة الفساد والجريمة
تعهد بمواجهة المخدرات وتبييض الأموال بحزم، مع رفض المحسوبيات، ما يعكس إرادة حقيقية لإرساء دولة القانون والعدالة.

التزامات سياسية واضحة

أعلن الرئيس عن جملة من التعهدات السياسية التي ترسم ملامح عهد إصلاحي جديد:

الالتزام بالميثاق الوطني
كقاعدة ضامنة لوحدة اللبنانيين ومكوناتهم.

تبنّي سياسة الحياد الإيجابي
لضمان حماية لبنان من التدخلات الخارجية والصراعات الإقليمية.

إقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسعة
لتخفيف المركزية المفرطة وتعزيز التنمية المحلية.

احترام فصل السلطات والدستور
مع الدعوة إلى تسريع الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومات، بما يضمن استقرار العمل الحكومي.

الشق الأمني والدفاعي

ركز الرئيس على أهمية تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية عبر:

الاستثمار في الجيش
لضبط الحدود جنوباً وشرقاً وشمالاً، ما يعزز الأمن الداخلي ويحد من التهديدات الخارجية.

تطبيق القرارات الدولية
والدعوة إلى نقاش وطني حول استراتيجية دفاعية شاملة.

إعادة إعمار المناطق المتضررة
كجزء من مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها المتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية.

التعهدات الاقتصادية والاجتماعية

أظهر الرئيس إدراكاً عميقاً لحجم الأزمة المعيشية، متعهداً بما يلي:

حماية أموال المودعين
لاستعادة الثقة بالقطاع المصرفي.

تفعيل شبكات الحماية الاجتماعية
وتطوير قطاعات التعليم والصحة.

تعزيز السياحة والصناعات الوطنية
كسبيل لتحفيز النمو الاقتصادي.

الإصلاح القضائي

لم يغفل الرئيس أهمية إصلاح القضاء، متعهداً بإقرار قانون استقلالية القضاء، لضمان تحقيق العدالة بعيداً عن التدخلات والمحسوبيات.

العلاقات الخارجية

قدم الرئيس رؤية واضحة نحو سياسة خارجية متوازنة تقوم على:

الحوار مع سوريا
لمعالجة الملفات العالقة، خصوصاً قضية النازحين السوريين.

رفض التوطين
للفلسطينيين، مع ضمان أمن المخيمات الفلسطينية.

تعزيز العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي
مع الحفاظ على سيادة لبنان واستقلالية قراره الوطني.

دعم المغتربين
من خلال ضمان حقهم في التصويت والمشاركة في التنمية الوطنية.

بداية واعدة رغم التحديات

رغم أن العبرة تبقى في التنفيذ، فإن الخطاب الذي ألقاه الرئيس جوزيف عون يشكل خارطة طريق واعدة نحو بناء دولة قوية وشفافة. إن انطلاقة الرئيس المدعومة بتاريخه العسكري الناجح في إبعاد الجيش عن التجاذبات السياسية، تعطي اللبنانيين بارقة أمل حقيقية في إمكانية استعادة الاستقرار والنهوض بالوطن.

اللبنانيون اليوم أمام فرصة نادرة لإعادة بناء دولتهم على أسس متينة. وإذا نجح الرئيس في تنفيذ هذه التعهدات، فقد يشهد لبنان انطلاقة عهد جديد يقوم على الاستقرار والازدهار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى