لبنان

حزب الله في مأزق… استفزاز القوات لفكّ العزلة الداخلية

يبدو أن حزب الله يمرّ بمرحلة حرجة من التخبط السياسي والعزلة الداخلية نتيجة انسداد أفق الحلول الاقتصادية وتعثر جهود إعادة الإعمار في لبنان، إضافة إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال الحرب الأخيرة. في هذا السياق، يسعى الحزب إلى خلق أزمات داخلية للهروب من واقعه المتأزم ومحاولة استعادة زمام المبادرة سياسيًا.

من أبرز هذه المحاولات استهداف حزب القوات اللبنانية عبر تصريحات وفيق صفا، المسؤول الأمني في الحزب، الذي يحاول تأجيج التوتر وفتح جبهة صراع جديدة مع القواتيين، مستخدمًا ورقة الفيتو على ترشح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، رغم أن الأخير لم يعلن ترشحه رسميًا حتى الآن.

في ظل هذه التطورات، المطلوب من القوى السياسية تكثيف الضغوط السياسية والقانونية عبر مؤسسات الدولة اللبنانية والشرعية الدولية. ينبغي تفادي السقوط في فخ المعارك الجانبية التي يسعى حزب الله إلى فرضها، والتركيز بدلاً من ذلك على فضح ممارساته أمام الرأي العام المحلي والدولي، بما في ذلك تدخله في القضاء وتهديده لمطار بيروت الدولي، مع المطالبة بمحاسبة قياداته محليًا ودوليًا لارتباطهم بميليشيا مصنفة إرهابية.

الفيتو على سمير جعجع: وسام سياسي على صدر القوات اللبنانية

فيما يتعلق بالحديث عن فرض الفيتو على سمير جعجع، فإن موقف حزب الله يعكس بوضوح نجاح جعجع في مواجهة مشروعهم السياسي وإفشاله في أكثر من محطة. هو الذي تصدى لترشيحهم الرئاسي وأحبط مخططاتهم، كما برز دوره في الدفاع عن القضاء اللبناني وفي مواجهات الطيونة التي انتهت بهزيمة واضحة للحزب.

سمير جعجع يمثل اليوم رمزًا سياديًا لبنانيًا، كونه من القلة الذين لم يتورطوا في الفساد المستشري الذي أنهك الدولة اللبنانية تحت حماية حزب الله وحلفائه. هذه النزاهة، إضافة إلى مواقفه الثابتة ضد النظام السوري ورؤيته الصائبة للتغيرات الإقليمية، عززت مكانته الشعبية بين المسيحيين واللبنانيين عمومًا.

خاتمة

من الواضح أن حزب الله يواجه عزلة سياسية خانقة ويشهد تراجعًا متزايدًا في نفوذه. في هذا الظرف الحساس، ينبغي على القوى السيادية التريث وعدم التسرع أو الانجرار إلى صراعات جانبية. فالمعركة شارفت على نهايتها، والالتزام بالنهج السيادي كفيل بتحقيق الهدف النهائي: استعادة الدولة اللبنانية من قبضة الميليشيات وفرض سيادة القانون.

بقلم تادي عواد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى