هل اقتنع حزب الله بانتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً، أم هو فخ جديد؟
أعلن رئيس وحدة الارتباط في حزب الله، وفيق صفا، أن الحزب لا يضع “فيتو” على ترشيح قائد الجيش لمنصب الرئاسة، باستثناء رفضه الواضح لترشيح سمير جعجع. أثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً وتساؤلات حول مدى جدية الحزب في الدفع باتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، خاصةً أن التجارب السابقة بيّنت وجود فجوة واضحة بين الخطاب العلني والممارسات الفعلية للحزب.
استناداً إلى المثل الشعبي: “لحاق الكذّاب على باب الدار”، تشكل تصريحات صفا اختباراً عملياً خلال جلسة انتخاب الرئيس المقررة في التاسع من الشهر الحالي. فإذا كان الحزب جاداً، يُفترض أن يطرح اسم قائد الجيش كمرشح توافقي، وتجري العملية الانتخابية بشكل طبيعي، ما قد يؤدي إلى انتخابه بأغلبية مطلقة، باستثناء معارضة نواب التيار الوطني الحر.
لكن إذا ثبت أن الثنائي الشيعي يناور لتمرير مرشح آخر في الجلسة الثانية عبر آلية النصف زائد واحد، وهو الاحتمال الأكثر واقعية، فإن المعارضة قد تلجأ إلى خطوات تصعيدية، تشمل الانسحاب من الجلسة لقطع الطريق على ما تسميه محاولة “تهريب” رئيس محسوب على محور الممانعة. وترى المعارضة أن استمرار هيمنة فريق الممانعة يعني مزيداً من التدهور السياسي، الأمني، والاقتصادي على مدى السنوات الست المقبلة.
في ظل هذا المشهد، يبقى التساؤل مطروحاً: هل تشكل تصريحات حزب الله بداية لانفراجة سياسية حقيقية، أم أنها مجرد مناورة جديدة لكسب الوقت وفرض مرشح يكرس الوضع القائم؟ الإجابة قد تتضح خلال جلسة التاسع من الشهر، التي يتوقع أن تكون محطة حاسمة في مسار الأزمة الرئاسية.