مسرحية تفتيش الطائرة الإيرانية.. حيلة حزب الله للهروب من دفع التعويضات
جاءت حادثة تفتيش الطائرة الإيرانية كحدث مثير للجدل على الساحة اللبنانية، حيث لعب حزب الله دورًا محوريًا في خلق رواية إعلامية كاذبة تهدف إلى خدمة مصالحه السياسية.
1. خلفية الحدث
بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل، بدا واضحًا أن حزب الله غير قادر على دفع التعويضات للمتضررين من الحرب، رغم وعوده بإعادة الإعمار وتقديم المساعدات. وقد أدى هذا إلى تزايد حالة التململ داخل الطائفة الشيعية، التي كانت تنتظر حلولاً عملية لتعويض خسائرها.
2. الحيلة الإعلامية
في محاولة لتبرير عدم دفع التعويضات، قام حزب الله بتسريب معلومات تزعم أن الطائرة الإيرانية التي هبطت في المطار كانت تحمل أموالاً موجهة إليه، وأن سلطات المطار، بتحريض من الجيش والسلطة، قامت بتفتيش الطائرة ومنع دخول البريد الدبلوماسي الإيراني والأموال. الهدف من هذه الحيلة كان إثارة الرأي العام، خاصة داخل الطائفة الشيعية، وتحويل الأنظار عن مسؤولية الحزب في تعويض المتضررين.
3. التصعيد الشعبي
لم يتوقف الأمر عند الترويج الإعلامي، بل دفع حزب الله أنصاره للنزول إلى الشارع والتظاهر ضد الجيش والسلطة اللبنانية، متهمًا إياهم بعرقلة إعادة الإعمار. كان هذا التصعيد جزءًا من خطة مدروسة تهدف إلى تحويل الغضب الشعبي من الحزب إلى الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية.
4. الأهداف السياسية
يمكن تلخيص أهداف حزب الله من هذه الخدعة في النقاط التالية:
الهروب من مسؤولية دفع التعويضات: أراد الحزب خلق عدو خارجي يبرر فشله في الإيفاء بوعوده.
إثارة الطائفة الشيعية ضد الجيش والسلطة: بهدف الحفاظ على ولاء الطائفة وتخفيف الضغط الشعبي المتزايد.
استغلال الحدث لتعزيز موقفه السياسي: عبر الظهور في صورة الضحية لمؤامرات خارجية وداخلية.
5. النتائج
رغم نجاح الحزب في تحريض قاعدته الشعبية مؤقتًا، إلا أن هذه الحيلة لم تؤدِ إلى نتائج طويلة الأمد، حيث استمرت معاناة المتضررين، وبدأت الأصوات المنتقدة من داخل الطائفة ترتفع بشكل أكبر، مما عرّض الحزب لمزيد من الضغط الداخلي.
تُعد حادثة تفتيش الطائرة الإيرانية نموذجًا واضحًا لكيفية استغلال حزب الله للأزمات لتحقيق أهدافه الخاصة على حساب المصلحة الوطنية. وقد أثبتت هذه الحادثة أن التلاعب الإعلامي قد يكون أداة فعالة في تأجيج الشارع، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن الحلول الحقيقية للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية.