لبنان

خدعة باسيل… لعبة حزب الله لتفتيت المعارضة وتمرير مرشحه

برزت في الأيام الأخيرة مؤشرات على التنسيق بين جبران باسيل وحزب الله بهدف إقصاء قائد الجيش العماد جوزيف عون من السباق الرئاسي، وفتح الطريق أمام مرشح الحزب المفضل، العميد المتقاعد جورج خوري.

باسيل وجعجع… مناورات مكشوفة

في خطوة مفاجئة، أعلن جبران باسيل تأييده لترشيح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، في تصريح بدا للوهلة الأولى غير متوقع. لكن سرعان ما اتضح أن هذا الدعم ليس إلا خدعة سياسية تهدف إلى زعزعة صفوف المعارضة وتشتيت وحدتها.
هذا الموقف الذي يُدرك الجميع طبيعته التكتيكية يخدم أجندة حزب الله وباسيل، الساعية لتعطيل أي توافق على ترشيح العماد جوزيف عون. وبذلك، يظهر باسيل مرة أخرى كأداة أساسية لتنفيذ خطط الحزب، الذي يضع “فيتو” على قائد الجيش كمرشح للرئاسة.

العميد جورج خوري… رهان حزب الله الجديد

في خلفية هذه المناورة، يتقدم اسم العميد المتقاعد جورج خوري كمرشح ظل لحزب الله. خوري، المعروف بأدواره المثيرة للجدل خلال فترة الوصاية السورية، ارتبط اسمه بتقارير مفبركة ضد القوات اللبنانية في تسعينيات القرن الماضي، مما أدى إلى اعتقال سمير جعجع وحل حزب القوات.
ومع ذلك، يواجه خوري اليوم رفضًا شديدًا من قوى المعارضة، خصوصًا القوات اللبنانية، التي ترى فيه مرشحًا يُجسد عودة التبعية السياسية وتصفية الحسابات.

تفتيت المعارضة… هدف استراتيجي لحزب الله

يدرك حزب الله أن ترشيح العماد جوزيف عون يمثل تهديدًا كبيرًا لنفوذه، نظرًا لاستقلالية عون وقاعدته الشعبية الواسعة. ولذا، يسعى الحزب عبر مناورات باسيل إلى تقويض أي تحالف معارض، وخلق حالة من الانقسام تُضعف فرص التوافق على مرشح قوي ومقبول.

هل يسقط جعجع في الفخ؟

سمير جعجع، المعروف بدهائه السياسي وقدرته على مواجهة خصومه، يواجه اليوم تحديًا جديدًا. ورغم تاريخه الحافل بالمواقف الصلبة، إلا أن تجربته السابقة في التعاون مع التيار الوطني الحر أثبتت في كثير من الأحيان أنها كانت خيارًا مكلفًا على المستوى المسيحي والوطني.
في ظل هذا المشهد، تبقى المخاوف قائمة من أن يؤدي أي تكرار للأخطاء السابقة إلى تعزيز فرص حزب الله وباسيل في تمرير خطتهما.

المعارضة أمام اختبار مصيري

الأيام المقبلة ستكون حاسمة في كشف قدرة المعارضة على تجاوز الانقسامات ومواجهة هذه المناورات. فهل ينجح جعجع والقوى المعارضة في صد هذه الخطة وفرض توافق جديد، أم أن الحسابات الضيقة ستفتح الباب أمام جورج خوري ليصبح الرئيس المقبل، في خطوة قد تُعيد لبنان إلى دوامة التبعية والفساد؟

بقلم تادي عواد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى