لبنان

العقم السياسي في لبنان بين الانقسامات الداخلية وانتظار الحلول الخارجية

بعيداً عن التنظير الإعلامي المستمر حول ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بأسرع وقت ممكن، بسبب الأوضاع الاقتصادية والإقليمية الضاغطة، يبقى الواقع السياسي جامداً بلا أي تقدم فعلي. الانقسامات العميقة بين الفرقاء السياسيين، سواء في فريق السلطة أو المعارضة، تُبرز عجزاً عن التوافق أو حتى إيجاد أرضية مشتركة للحوار.

في فريق السلطة، تبدو الخلافات واضحة بين التيار الوطني الحر والمرشح سليمان فرنجية، وازدادت وضوحاً مع حزب الله، مما يعكس تفككاً في التحالفات التقليدية. أما في المقابل، فقد أظهر نواب التغيير ضعفاً سياسياً وقلة خبرة، إلى جانب غياب رؤية واضحة، ما أدى إلى تعميق الفجوة بينهم وبين باقي القوى المعارضة.

كل المؤشرات تدل على استحالة التوصل إلى حل. الأطراف الداخلية لا تبدو مستعدة لتقديم تنازلات، والجميع متمترس في مواقفه، مما يجعل جلسة 9 كانون الثاني شبيهة بسابقاتها، تنتهي دون أي نتائج ملموسة.

هذا الجمود السياسي يعكس حالة عامة في محور الممانعة، الذي يعتمد سياسة التصلب والذهاب إلى أقصى الخيارات، حتى لو كان الثمن انهيار الدولة. ومثال ذلك النظام السوري، الذي رفض جميع الحلول السياسية وتمسك بعناده إلى أن فُرض عليه الحل بالقوة.

لبنان اليوم يعيش أزمة سياسية خانقة تتطلب حلولاً داخلية قبل انتظار أي مبادرة خارجية، وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل الظروف الراهنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى