لبنان

هل سيورط حزب الله الشعب اللبناني في حرب جديدة؟

مع سيطرة فصائل المعارضة على السلطة في سوريا ومعظم أراضيها، يواجه لبنان خطر الانزلاق إلى صراعات جديدة بسبب استمرار تورط حزب الله في الساحة السورية.

تشير المعطيات الحديثة إلى تصاعد التحشيدات العسكرية من ميليشيات حزب الله وفلول الفرقة الرابعة في المناطق المحيطة بريفي حمص، وخاصة القرى الشيعية مثل زيتا وحاويك، التي لا تبعد سوى بضع كيلومترات عن الحدود اللبنانية. الهدف من هذه التحشيدات هو تأمين خطوط الإمداد غير الرسمية التي تعد أساسية لتمويل حزب الله وميليشياته من خلال أنشطة تهريب المخدرات وصناعتها.

الفصائل العسكرية المعارضة، التي تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في سوريا بما في ذلك حمص، تستعد لاستهداف هذه القرى التي تعد مركزًا رئيسيًا لصناعة المخدرات والأنشطة اللوجستية المرتبطة بحزب الله. تأتي هذه التحركات في إطار تعهد الفصائل بتدمير هذه الصناعة ووقف شبكات التهريب بالتنسيق مع دول الخليج.

يسعى حزب الله إلى الحفاظ على سيطرته على القرى السورية القريبة من الحدود السورية-اللبنانية مثل زيتا وحاويك، التي تُعتبر نقاط تماس طائفية حيوية. الروابط العائلية بين سكان هذه القرى وسكان البقاع اللبناني، مثل العائلات الشيعية (آل جعفر وآل زعيتر)، تعزز التنسيق بين حزب الله والمجتمعات المحلية في المنطقة.

تعتمد ميليشيات حزب الله بشكل كبير على هذه المناطق الحدودية كقنوات للإمداد بالأسلحة، بالإضافة إلى الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة مثل صناعة وتجارة المخدرات. تُعد هذه الأنشطة مصدرًا رئيسيًا للدخل، مما يجعل المنطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لحزب الله.

لبنان يواجه تحديات كبيرة، وأي تصعيد عسكري في هذه المنطقة قد يؤثر بشكل بالغ على الأمن الداخلي اللبناني، خصوصًا في البقاع الشمالي. من المتوقع أن يؤدي هذا التصعيد إلى تداعيات جسيمة، أبرزها توريط لبنان في حرب واسعة مع السلطة الجديدة في سوريا، وهو أمر لا يرغب فيه لبنان ولا يسعى إليه، خصوصًا في ظل وضعه الهش أصلًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى