لماذا يجب انتخاب سمير جعجع رئيسًا للجمهورية اللبنانية؟
![](https://i0.wp.com/marsadnews.net/wp-content/uploads/2024/12/FB_IMG_1733907673647.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
بقلم تادي عواد
في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المعقدة التي يمر بها لبنان، يتسم انتخاب سمير جعجع رئيسًا للجمهورية بعدد من الاعتبارات الاستراتيجية التي قد تساهم في تحسين الوضع الوطني. بناءً على الحقائق التالية:
1. النزاهة والسمعة النظيفة
يعد سمير جعجع من بين السياسيين اللبنانيين القلائل الذين لم تطلهم تهم الفساد. وقد تميز أداء وزراء حزب القوات اللبنانية، الذي يرأسه، في الحكومات المتعاقبة بالنزاهة والشفافية، في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة فساد مزمنة في جميع المؤسسات الحكومية والسياسية. في هذا السياق، يمثل جعجع خيارًا مختلفًا بالنسبة للمواطنين الذين فقدوا الثقة في الطبقة السياسية التقليدية، وانتخابه سيكون بمثابة رسالة قوية ضد الفساد وتحديًا لنظام المحاصصة القائم.
2. التغيرات الإقليمية وسقوط النظام السوري
يمثل سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في المنطقة. خلال السنوات القادمة، من المتوقع حدوث فوضى أمنية إلى حين تثبيت نظام جديد للحكم. من هنا، فإن سمير جعجع، بعلاقته الجيدة مع القسم الأكبر من المعارضة السورية وحلفائها الإقليميين الذين يلعبون دورًا محوريًا في رسم مستقبل سوريا، يعتبر صمام الأمان للبنان، ويساهم في منع انتقال فوضى انهيار النظام السوري إلى لبنان، خاصة بعد تورط حزب الله في الحرب السورية ودعمه لنظام الأسد وما قد يترتب على ذلك من ردود فعل على الساحة اللبنانية.
3. العلاقات الإقليمية والدولية
يتمتع سمير جعجع بعلاقات قوية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وهي علاقات قد تكون حاسمة في تأمين الدعم المالي والسياسي للبنان في هذه المرحلة العصيبة. وهو قادر على إعادة علاقة لبنان مع الدول العربية إلى سابق عهدها بعد أن أفسد تدخل حزب الله في حروب سوريا واليمن والعراق ضد المصالح العربية ما أوصلنا إلى شبه قطيعة.
4. التمثيل المسيحي والوطنية
حزب القوات اللبنانية، بقيادة سمير جعجع، هو الحزب الأكثر تمثيلًا للمسيحيين في لبنان، ما يعزز موقعه في الهيكل السياسي اللبناني الذي يعتمد على التوازنات الطائفية. كما أن الحزب قد نجح في التوسع ليصبح حزبًا وطنيًا يطمح لتمثيل جميع شرائح المجتمع اللبناني، ولا سيما في مرحلة ما بعد الطائفية التي تشهد تحولات في النظرة السياسية التقليدية.
5. الاستقرار الوطني ومواجهة التحديات الاقتصادية
في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي يعاني منها لبنان، يحتاج البلد إلى رئيس يتمتع بالحكمة والقدرة على التنسيق مع القوى الدولية والعربية لتحسين الوضع الاقتصادي. بفضل علاقاته الخارجية وحكمته السياسية، قد يكون سمير جعجع الشخص الأنسب لقيادة لبنان في هذه المرحلة الصعبة، خاصة فيما يتعلق بإصلاح المؤسسات الاقتصادية وإعادة بناء الاقتصاد الوطني.
6. الفرص والتحديات
على الرغم من الفرص الاستراتيجية العديدة، هناك أيضًا تحديات كبيرة أمام سمير جعجع. أبرز هذه التحديات هو كيفية التوفيق بين المصالح الداخلية المختلفة والطوائف اللبنانية المتنافسة، بالإضافة إلى التعامل مع الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة. لكن من خلال قدرته على بناء تحالفات واسعة مع القوى الدولية والمحلية، يمكن لجعجع أن يواجه هذه التحديات بشكل فعال.
إن انتخاب سمير جعجع رئيسًا للجمهورية اللبنانية يمثل فرصة استراتيجية لاستعادة الثقة في النظام السياسي اللبناني، خاصة في ظل تاريخه السياسي والنزاهة التي يتمتع بها. كما أن علاقاته الإقليمية والدولية قد تساهم بشكل كبير في تحسين وضع لبنان، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.