باسيل يزيد من الشرخ ويعمّق الامتعاض الداخلي!
نشر موقع المدى مقالا تحت عنوان “سجال بين باسيل وأسود على خلفية اتهامات بالخيانة”، للوهلة الأولى يعتقد قراء هذا المقال أن وسيلة اعلامية معارضة للتيار الوطني الحر نشرت مثل هذا المقال، إلا أن الحقيقة الصادمة هي أن موقع معروف بقربه من التيار الوطني الحر تناول الخلاف القائم بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والنائب السابق زياد أسود، والرد الشرس للأخير على باسيل، و من المؤكد ان تصرفات و مواقف باسيل هي ما سببت توسعة الخلاف ضمن قاعدة التيار لتصل إلى وسائل إعلامه.
من هنا، لا بد أن نشير إلى أن نشر مثل هذا المقال على موقع معروف بقربه من التيار، دليل واضح على المبادئ التي أرستها الحالة العونية في العقود الأخيرة من القرن الماضي والقائمة على الديمقراطية وحرية التعبير ودليل إضافي على تمسك هذا الموقع بنقل وجهة نظر الآخر وتموضعه المهني البحت بمعزل عن الإنتماء السياسي وتكريس مبدأ الحرية في نقل الخبر.
تجدون أدناه المقال المنشور على موقع المدى:
“لم يعد خافيًا على أحد أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يعمد منذ فترةٍ على توجيه سهام انتقاداته لزملائه في الحزب في كل اطلالةٍ له سواء في مقابلة تلفزيونية أو في لقاء حزبي. فهل يعلم باسيل أن نهج الانتقاد العلني وتسليط الضوء على الخلافات الحزبية الداخلية يزيد من الشرخ ويعمّق الامتعاض الداخلي؟
فبات باسيل يخصّص في كلماته، بالاضافة الى الشؤون السياسية، محورًا خاصًا للخلافات الداخلية وفي أي قضاء وُجد يغتنم باسيل الفرصة من أجل تصويب سهامه على أحد أبناء القضاء مصرًا على تظهير هذه الخلافات في الاعلام.
ولعلّ أبرز الاعتراضات على هذا النهج، تجلّت من خلال الرد الاخير للنائب السابق زياد أسود الذي كتب على اكس “الخيانة مش واحد ما بيلتزم بقرارات غلط ومخالفة للمبادئ ليمشّيلك مصالحك من تحت الطاولة ويسهّل الاعيبك بالسياسة ويصير دمى متحركة، الخيانة انكم تعملو شي وتحكو شي، الخيانة انك تأذي وتعرف سلف انك عم تستغل موقعك بخبث وبعدك عم تخبرهم عن الفضيلة والشرف والحقوق.تعريف الخيانة ما بدو ثرثرة”.
وأضاف أسود: “بس نقول بيمسك الميكروفون وبيصير يهين الناس ورفقاتو وينافق ويستغل حضور الجنرال وصمت القبور بتزعلو،لمن هاشي بيتكرر كل مرة بيكون في مرض نفسي، او خوف معشعش او رغبة باظهار قوة مش موجودة أو قلة تهذيب واخلاق، او فقدان للاصول السياسية والاجتماعية او عقدة نقص عميقة وتربية عاطلة فاقعة”.
وبناء على ذلك يبدو لافتًا أن النهج في الاعلام على الخلافات الداخلية الحزبية قائمٌ، ما يزيد من حالة الامتعاض القائمة فهل هكذا تدار الاحزاب؟ وهل هذا تحضير الرأي العام لقرارات فصل جديدة بحق كل من يعتبر أن ولاءه للتيار وللنهج الذي تأسس عليه التيار عوضًا عن الولاء للشخص؟ وهل هكذا يتم الحفاظ على أبناء الحزب الواحد أم من الافضل العودة إلى الاصول وقبول التنوع عوضًا عن التفرّد وإقصاء أصحاب الرأي الآخر؟
لا يزال هناك فرصة لمراجعة ذاتية تنقذ الوحدة الداخلية وتحافظ على التيار القوي، على أمل أن يتخذ المعنيون العبر من ذلك.”