برّي يُغرق الإعتدال
يواجه تكتُّل الإعتدال الوطني مزاجيّة و استخفاف الرئيس برّي بمبادرتهم، و هذا ما تُظهره مواقف الرئيس نبيه برّي المتناقضة. في أعقاب اجتماع صباحي مع نواب التكتّل، بدا برّي مؤيِّداً بشكل واضح للمبادرة، ما أوجد انطباعاً إيجابيّاً حول وجود توافق و دعم كامل للمبادرة. غير أنّ موقفه تبدّل خلال نفس اليوم، حيث صرّح بأنّه الشخصيّة الوحيدة المخوَّلة بقيادة “الحوار”، ممّا أكّد محاولات برّي اللعب على الكلام ليفرض نوع من الالتباس حول المعرقل الأوّل للمبادرة. فبِرّي يعرف أنّ كلامه يطيح بالمبادرة، فلا قبول من المعارضة لأيّ دور لبرّي في أيّ تشاور، فهو طرف في هذا الإستحقاق و هو فاقد لأهليّته لإدارة أيّ تشاور بين النوّاب.
هذا التباين في التصريحات يعكس تلاعب الرئيس برّي بمبادرة تكتُّل الاعتدال الوطني، بهدف المماطلة و لصرف الانتباه عن الجهة الرئيسيّة المسؤولة عن تأخير انتخاب الرئيس. يُظهر هذا الموقف أنّ حزب الله، الحليف الأساسي لبرّي، و الذي يحتفظ بالقول الفصل في هذا الشأن، ليس موافقاً على المبادرة و لا على توقيتها. من هذا المنطلق، يتّضح أنّ دور برّي في هذا الإستحقاق لا يتجاوز كونه ممثّلاً لمصالح حزب الله، مشيراً إلى أزمة في إدارة هذا الملفّ من قبل الثنائي، حيث الأجندات الفئويّة تسيطر و توجّه مواقف الحزب الذي يبدو بأنّه ينتظر إشارات من جهات خارجية.