إيران تُصعّد.. لا رئيس في لبنان
تشارلي عازار – صوت بيروت إنترناشيونال
قبل زيارته الرابعة إلى بيروت، فجّر الموفد الفرنسي استياءه من الوضع الراهن في لبنان، مشيرًا إلى أن لا حل إلّا عبر خيار رئاسي ثالث، قائلًا بعد ثلاثة أشهر من بدء مهمته بشأن لبنان: “من المهم أن تضع الأطراف السياسية حدًا للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين، وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث”.
وأشار لودريان إلى أن “الدول الخمس المعنية بلبنان تتساءل عن جدوى مواصلة دعمها المالي”، منبّهًا من أن “المؤشرات الحيوية للدولة اللبنانية تشي بأنها في دائرة الخطر الشديد”.
كلام لودريان لم يأت من فراغ بحسب مصادر دبلوماسية، بل أتى بعد إشارة تلقاها الموفد الفرنسي وبناءً لمعلومات مؤكدة وصلته من أنّ إيران ذاهبة تحو التصعيد في الملف الرئاسي اللبناني.
وتقول المصادر الدبلوماسية لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”: “هناك تغيرات ما تحصل في المنطقة، وإيران لم تعد تريد التهدئة لا في الملفات الإقليمية ولا في الملفات التي لها علاقة متصلة مباشرة بحزب الله، والتطور الذي حصل في البحرين عبر إرسال مسيرة حوثية خير دليل على أن طهران تتجه نحو التصعيد”.
تضيف المصادر: “أما في لبنان، وبعدما أبلغ الثنائي الشيعي عدم القبول بخيار ثالث والتمسك بمرشح الممانعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أدرك لودريان فحوى المعلومات التي وصلته، وقام بإبلاغ اللجنة الخماسية”.
وتشير المصادر إلى أن مرة جديدة تثبت طهران بأنها دولة تريد زعزعة أمن المنطقة في الشرق الأوسط، ولا تسهل الأمور من أجل إيجاد الحلول، لأن همها الأساس بسط نفوذها في الشرق وإضافة أوراق على أجندتها الإقليمية.
وحذرت المصادر من أنّ طهران ستقوم بتأزيم الوضع أكثر فأكثر في لبنان عن طريق الثنائي الشيعي وعبر المزيد من التعطيل في الملف الرئاسي، خصوصًا أن بدعة الحوار التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري فشلت ولم تعد قائمة، وكان يراد من الحوار تضييع الوقت لا أكثر لكسب بعض النقاط.
وتلفت المصادر إلى أنّ الأمور في لبنان ذاهبة إلى المزيد من التعطيل، ووضع لبنان بات في غاية الخطورة، لأنّ إيران وحلفاءها لا يرديون انتخاب رئيس في لبنان، وهذا يضع لبنان أمام حل وحيد وهو الذهاب إلى الانهيار التام، لذا على المجتمع الدولي التحرك سريعًا قبل فوات الأوان.