باسيل، الآن الآن أو… أبداً
من الطبيعي أن لا يستسلم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في المعركة الرئاسية وخوضها بكل ما أوتي من أساليب وكأنها معركته الأخيرة وفي حال خسارتها لن تسنح له خوضها مرة أخرى بعد خسارة الداعم الأول في قصر بعبدا مع نهاية العهد وخسارة الداعمين الثانويين بعد فقدان الميزة التفاضلية في القبض على المناصب لشراء الولاء والتأييد.
يقول العارفون بأن باسيل يمنح نفسه حجماً منفوخاً ويقنع ذاته بأن لا بديل له، فبرأيه هو الحليف الأصدق والأقدر على تأمين مصالح “ح ز ب الله” ولا حدود لما يمكن أن يقدّمه له في حال امتلاكه السلطة، وبأن الغطاء المسيحي لا يمكن أن يوفّره له سليمان فرنجية الحليف الآخر للحزب والخط وآخر دليل على هذا الأمر هو تأييد عملية إرسال المسيرات نحو حقل “كاريش” فيما نأى فرنجية بنفسه عن هذه المسألة لعدم إغضاب معارضي الحزب.
كما يعتقد باسيل بأنه أكبر من أن يتأثر بالعقوبات الأميركية عليه وفقاً لقانون ماغنتسكي بتهمة الفساد، كما لا يبالي بالعقوبات على رجال أعمال مقرّبين منه، ولا يعير أي اهتمام للإتهام الفدرالي الأميركية للصيقين به بحيازة وتهريب أسلحة والتهرب الضريبي، وإذا أقفلت منافذ الغرب في وجهه، اتجه شرقاً ولا حرج لديه في ادعاء أنه جزء من تحالف الأقليات الذي سيفشل في حال انسحب منه، إنفصام كامل عن الواقع، يتهم القوات ويزور مدافن شهداءها، يفشل في وزارة الطاقة ولا يتخلى عنها ويرشّح وزراءها إلى الإنتخابات النيابية، ويتفادى المحاسبة القضائية من دون إزالة الشبهة على قاعدة أن الشك في مصلحة المتهم.
لن يتخلّى جبران باسيل عن حلم الرئاسة التي فاق عمّه في توقه إليها، يدرك أن مملكته الرملية ستنهار عند تسكير باب بعبدا خلف الرئيس بعد مغادرته تاركاً توقيعه خلفه الذي شكّل سلاح باسيل الأمضى وتمترس خلفه طيلة العهد، لن يتخلّى باسيل قطعاً لأنه يدرك بأن حظوظه القليلة اليوم ستصبح معدومة غداً، ويدرك أنه إما أن يصل إلى أبواب بعبدا الآن الآن أو أبداً، فتصبح أبواب القدس أقرب له.