زعامة فرنجية بمقعد وحيد!!
إعتاد روّاد الشأن العام في لبنان على توزيع صفات القيادة والزعامة والمرجعية على الساسة دون أسس واضحة أو معايير علمية، حيث تتداخل عوامل عدّة تغلب عليها النزعات المناطقية والطائفية وتلك المرتبطة بمراحل تاريخية أو وراثية.
يضع كثيرون الوزير السابق سليمان فرنجية في عداد “القادة المسيحيين والوطنيين”، حيثُ يُحتسب موقفه في عداد الميثاقية التي قد يستخدمها فريقه السياسي لتغطية قرار أو إجراء وطنيّ، فهل يملك رئيس “المرده” هذه الحيثية الطائفية والوطنية؟
تُشير نتائج “المرده” في انتخابات العام ٢٠١٨، أنّ مرشّحيه في دائرة الشمال الثالثة قد نالوا ٢٠٠٠٠ صوتاً دون احتساب الحليف في زغرتا النائب السابق سليم كرم، كما أصوات الثنائي الشيعي في الكوره التي مُنحت للنائب الراحل فايز غصن، بحيث ينجح منفرداً دون تحالفات بنيل ١.٧ كحاصل انتخابي ما يمنحه القدرة على الفوز بمقعدين بين زغرتا والكوره، عوض ثلاثة مقاعد في التحالف العريض.
في دائرة الشمال الثانية التي تضمّ أقضية طرابلس، المنيه والضنية، حصد مرشّح “المرده” عن المقعد الارثوذكسي رفلي دياب على ١٢٨٦ بينما بلغ مجموع الاصوات التفضيلية ١٣٣١١ صوتاً، ما يعني عدم القدرة على المنافسة منفرداً.
في دائرة الشمال الاولى التي تضمّ محافظة عكار، نال مرشح “المرده” عن المقعد الارثوذكسي كريم الراسي ٢٥٩٠ صوتاً بينما بلغ الحاصل الانتخابي ١٩٠٠٠ صوتاً، حيث لا حيثية تُذكر للتيار الشمالي.
خارج محافظة الشمال، حضور “المرده” يُقارب العدم، بينما تُظهر الأرقام الآنفة الذكر أنّ قدرته الانتخابية تُوازي مقعداً نيابياً واحداً ومنافسة على مقعد ثانٍ ما لم ترتفع نسبة الاقتراع الانتخابي ما يؤدّي إلى رفع الحاصل وتقليص قدرته على قنص الثاني بحساب الكسر الاعلى.
فهل يُمكن فعلاً توصيف مَن لا يستطيع منفرداً إلا على حسم مقعد نيابي بالزعيم وصاحب الحيثية العابرة وطنياً وبالقادر على تأمين الميثاقية الدستورية؟