القوات ترفع مستوى التحدي في بعبدا
شكّل التحالف المعلن في دائرة بعبدا التي تحتضن القصر الجمهوري بين القوات اللبنانية ورئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون “وصفة حكيم” بحسب توصيف أحد المتابعين للمعركة الإنتخابية في هذه الدائرة التي تُعتَبر رمزاً سياسياً إلى جانب الرمزية الشعبية التي تشكّلها دائرة الشمال الثالثة كونها تضمّ مسقط رأس أبرز المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة دستورياً بعد أشهر قليلة على الإستحقاق النيابي.
إنضمام شمعون إلى لائحة القوات والإشتراكي قوبل بارتياح شعبي نظراً للعلاقة القديمة الراسخة الممتدة من الشوف جار بعبدا بين الحزب التقدمي الإشتراكي والأحرار، كما تشكّل تجدداً للعلاقة المتينة التي جمعت بين الرئيس الراحل كميل نمر شمعون وقائد القوات اللبنانية آنذاك سمير جعجع، كما يشكّل هذا التحالف ترجمة لمشروع الجبهة السيادية في مواجهة مخططات الحلف الذي يدور في فلك إيران، هذه الجبهة التي تضم إلى جانب الأحرار والقوات مجموعات وشخصيات ناشطة من ثورة “١٧ تشرين”.
إعلان هذا التحالف رفع من منسوب حرارة المعركة في هذه الدائرة إلى مستوى جديد سيصعّب مهمة “حزب الله” في هذه الدائرة التي تضمّ معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت وقد تدفعه إلى استخدام وسائل إقناع جديدة مع حلفائه لتجاوز خلافاتهم كون اللائحة المنافسة تحوز على مباركة نسبة كبيرة من الناخبين المتحررين والمتحركين. أما على مقلب التيار الوطني الحر المثخن بجراح تجربة العهد فانضمام نعيم عون إبن شقيق الرئيس ميشال عون للائحة الثورة جاء بمثابة عبء إضافي كبديل لمؤيدي التيار والمعارضين لباسيل.