عون يبتزّ “حزب الله”… جبران رئيساً أو سلاحك على الطاولة
في الوقت الذي يغرق اللبناني في مستنقع الجوع والفقر والعَوَز وقلّة الأمان والقَرَف، تستمرّ السلطة في جلده يومياً بـ”قشاط” الدولار والمازوت والبنزين والغاز والدواء والخبز والهواء وحتى في جنى عمره المحروم منه.
وعلى الرغم من الأزمات التي تمطر على كاهل المواطن، انشغل “أهل الحكم والبيت الواحد”، بعد رفض أطراف معارضة وازنة الدعوة إلى الحوار، بحياكة بيان من الطراز الرفيع تحدث فيه “الرئيس القوي” عن انتصاراته الوهمية والبطولية تحت العنوان المعروف و”المحفوظ غيباً” “ما خلوني”، لابتزاز حلفائه، هذه المرة.
مصادر معارضة تشير إلى أن توقيت دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى طاولة حوار لها عدة أبعاد:
الأول: متعلق بالانهيار الموجود في البلد، وبالتالي هو يريد في هذه اللحظة التي ينهار فيها البلد رمي المسؤولية على غيره.
الثاني: يتمثل بالناحية التي لها علاقة بحزب الله، فهو يدعو الآن لطاولة حوار للبحث في موضوع استراتيجية دفاعية لم تُطرح في أي يوم من الأيام خلال عهده في الوقت الذي كان من المفروض أن يشكل هذا الموضوع بنداً أساسياً بولايته الرئاسية.
وتوضح المصادر، في حديث إلى موقع “القوات”، أن خلفية طرح الاستراتيجية الدفاعية في هذا التوقيت تحديداً هي نتيجة التباين بين عون وحزب الله، وبعدما انتقد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال مؤتمره الصحفي، “الحزب”، لأن هناك خلافاً بين الطرفين حول عدم تبني حزب الله مطالب “التيار” السلطوية وفي طليعتها من سيخلف عون بعد نهاية ولايته.
وتقول، “أراد عون أن يقول للحزب، نحن غطينا سلاحك على مدى 5 سنوات وعندما جاء الاستحقاق الجديد أنت لم تلتزم بتغطية دورنا السلطوي وتحديداً في الموضوع الرئاسي”.
وتضيف، “رئاسة الجمهورية تعتبر أن التغطية المتبادلة بين السلطة والسلاح يجب أن يستمر، وفي حال لم يحصل ذلك، يجب وضع سلاحه على الطاولة، وبالتالي عون يحاول ابتزازه ليقول له بوضوح، أو تدعم باسيل ليكون رئيساً خلفاً لي أو سأطرح سلاحك على الطاولة”.
وتتابع المصادر المعارضة، “عون وباسيل يريدان الاتفاق على سلة متكاملة تبدأ بدعمهما في الانتخابات النيابية ولا تنتهي بتبني ترشيح الأخير لرئاسة الجمهورية”.
وترى أن البُعد الثالث لهذه الدعوة لها علاقة بالمجتمع الدولي، فعون يريد أن يقول للمجتمع الدولي عموماً وواشنطن خصوصاً والرياض ضمناً إنه يضع سلاح حزب الله على طاولة البحث من أجل التأكيد على أنه الشخص الوحيد القادر على معالجة سلاح حزب الله وعلى مقاربة هذه المسألة وإعطاء إشارات للمجتمع الدولي بأنه لديه قدرة استقطابية في هذا المكان والمجال.
وتشير إلى أن عون يريد في آخر عهده أن يقول لواشنطن، “أنا أضع سلاح الحزب على الطاولة وبالتالي العقوبات على باسيل ليست في مكانها وعليكم أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار من أجل ترميم صورته أمام المجتمع الدولي”.
وتلفت المصادر إلى أن البُعد الرابع يتعلّق بالرأي العام اللبناني، فعون يريد أن يظهر أمام اللبنانيين بأنه لا يعطل ويسعى إلى معالجة كل الأمور وأنه يواصل مساعيه وبالتالي من يعرقل هذه المساعي هي القوى السياسية المعارضة التي لا تريد إطلاقاً معالجة الأمور بالبلد على طريقة “ما خلوني”، ولكن هذا الأمر بات مكشوفاً أمام الرأي العام والنظرية الشهيرة باتت ساقطة، فعندما وصل عون إلى السلطة، شعاراته لم تؤدِ إلى أي نتيجة وقد أظهرت أنها شعارات وهمية.
وعن عدم حضور القوى المعارضة هذا الحوار، تعتبر المصادر ذاتها، أنها أدركت الهدف منذ اللحظة الأولى، وهو لتبييض صفحة العهد، والحوار هو مسرحية غير قابلة للتطبيق، فمن لم يضع سلاح حزب الله منذ اللحظة الأولى على الطاولة لن يتمكّن من وضعه على بساط البحث في نهاية ولايته، ومن فرّغ الحكومات والرئاسات وأطال بتشكيل الحكومات لن يستطيع الوصول إلى نتيجة، فضلاً عن ذلك الازمة اليوم هي مالية وتقضي الخروج منها في هذه اللحظة ومن يعطل مساعيه هو الخلاف داخل الجناح الواحد.
وتؤكد أن “هذه الدعوة شكلية لحفظ ماء وجهه ومحاولة التنصل من مسؤوليته ومسؤولية تياره من الانهيار الذي وصلت إليه البلاد وهو يتحمل الجزء الأكبر من هذه المسؤولية، وبالتالي لا يمكن التجاوب معه لأن الهدف من هذه الدعوة أخذ الصورة والمشهدية ولكن هذه الصفة لا تنطبق عليه لا من قريب ولا من بعيد”.
وتشدد على أن الأولوية للقوى المعارضة اليوم هي الانتخابات من أجل كفّ يد هذا الفريق وإعادة إنتاج سلطة جديدة مخولة إدارة الحوار المطلوب لقيام الدولة الفعلية في لبنان.
المصدر: ليا-ماريا غانم – موقع القوات اللبنانية