عراك كاريكاتوري بين حالم موهوم ومطلوب للعدالة…
بقلم الدكتور احمد عياش- طبيب نفسي واجتماعي
آليت على نفسي ان اراقب الاحداث ككل الخبثاء بإنتظار نتيجة المعارك السياسية لأقفز الى جانب المنتصر لأصفق له لعلّي اقتات من فتات خبز الولائم المالية إلا أني لم اصمد اكثر من ساعات لأعود عدوانياً وشرساً وانفعاليا وطوباوياً وانتحارياً ومغامراًوبقدر الامكان صادقا .
تناوب السيدين جبران باسيل وعلي حسن خليل الكلام في السياسة وفي الاتهامات لعلّ كل واحد منهم يعود كأسد لطائفته وكنمر لتنظيمه لحصد ما يمكن حصاده من اصوات الناس القابلة للتجييش وللشحن للعودة الى السلطة من باب الحرص على المقدسّات..
اقتربت مواسم الانتخابات و عادت موجات استغباء الناس…
الناس تعشق اللصوص الكبار والمجرمين الشعبيين وتجد فيهم ابطالا كالقراصنة.
هكذا هي الناس.
لا احد يطلّ علينا ليعلمنا عن حالتنا الاقتصادية غداً ولا أحد يتطوّع ليخبرنا عن حال العملة اللبنانية بعد غد ولا احد مهتمّ بحالتنا الاجتماعية التعيسة.
لا نستحق الحقيقة،نحن غير جديرين بالمعرفة،ما علينا الا الصبر والصمت والتصفيق.
لا يجروء احد ان ينعي الدولة لأنّ الورثة سيتقاتلون على الإرث.
لا اجد فيهم صادقاً ولو اقسم اليمين الا ان ناسنا يحبون اللصوص الكبار ويعشقون المجرمين الشعبيين ويتبرؤون من الوطنيين الشرفاء لأن الشرفاء يذكرون الجميع بنجاستهم وبنذالتهم.
لا حوار ولا طاولة خوار ولا جلسات نهيق تنقذ البلاد.
لا بدّ من مئة فارس ملثم وشجاع مع هؤلاء ليرفعوا المشانق وليرفعوا المقاصل .
ما عاد احد من الاحزاب الحاكمة الفاشلة ولا من الطغاة يحكينا عن تحقيق مالي جنائي ولا عن استرداد اموال منهوبة ولا عن قضاء مستقل وعن هيئات تفتيش ورقابة لتسأل الجميع من اين لهم هذا قبل ان يتهموا بعضهم البعض.
بالنسبة لهم لسنا غير زبائن حمقى من اجل رأسمالهم ومشاريع موت في حرب من اجل محاورهم و اشكال ذلّ دائم في السلم وفي الحياة وبعد الموت.
الشراع 4 كانون ثاني 2022