“حزب الله”… لتحجيم التمثيل المسيحي
عماد حداد _ موقع lebtalks
اتخذ “حزب الله” قراره الإنتخابي بتحجيم التمثيل النيابي المسيحي، وتشتيته كي تسهّل سيطرته على حلفائه، واضعاً نصب عينيه أن يترّبع أحدهم على عرش الكتل المسيحية، وهو في هذه الحال التيار الوطني الحر، وهذا يعني فعلياً أن عدد نواب التيار مرتبط بعدد نواب القوات اللبنانية زائداً واحداً، على أقل تقدير مع الحرص على توزيع باقي المقاعد التي يستطيع التحكّم بها على حلفائه الآخرين.
وتسهيلاً لهذه المهمة لا يمانع “حزب الله”، في حصول القوى والشخصيات المسيحية التي لا تدور في فلكه على عدد من النواب، لا بل سيساعد تلك القوى على الأكل “من صحن القوات” أولاً لتلقينها درساً وتأديبها، بالسبل الديمقراطية هذه المرة، بعد فشل أحداث الطيونة – عين الرمانة، في تحقيق هذه الغاية وانعكاسها إيجاباً لمصلحة القوات، في انتخابات جامعة القديس يوسف الطالبية حيث ضاعفت أرقامها، وثانياً لتقليل عدد أعضاء كتلتها، وبالتالي تخفيف حجم كتلة التيار الوطني الحر، مع احتفاظها بلقب أكبر كتلة مسيحية.
الى ذلك علّق أحد خبراء الإحصاء على هذه النظرية، بالموافقة على مصلحة “حزب الله” في هذا السيناريو، ولكنه تحفّظ على قدرته بتقديمه على مسرح الواقع، وتحكّمه باللعبة الإنتخابية في معظم الدوائر، وأوضح بأن هذا السيناريو يعني فعلياً بأن “القوات اللبنانية” تتحكّم باللعبة وبأن “حزب الله” هو في موقع ردة الفعل، وبالتالي يستحيل عليه مجاراة القوات، من دون التسبّب بخسائر بعيدة المدى، والتضحية مرغماً بحلفائه المسيحيين، مثل المردة والقومي لمصلحة ” التيار”، إذا استمر المسار التصاعدي للقوات، ناهيك عن أنه سيكون أمام استحقاق المفاضلة في بعض الدوائر، بين حليفه المسيحي وشقيقه في الثنائي.
وختم الخبير الإحصائي بأن” هذا السيناريو سيكون محدوداً في المكان، كما في النتائج، والقوات لن تسهّل له “الغزوة النيابية””.