لبنان

سمير جعجع في آخر كلامه من صار الوقت / بقلم عمر سعيد

سمير جعجع في آخر كلامه من صار الوقت

إن أهم ما ورد في كلام قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ورد في ختام اللقاء، عند سؤاله عن قطع الطريق على نفسه صوب رئاسة الجمهورية.
لقد أتى جوابه عميقًا جدًا، ليطمئن اللبنانيين عامة والقواتيين خاصة، وبكل وضوح.
ليس لأن اللبنانيين لا يريدون سمير جعجع رئيسًا، وإن كان واقع الحال على العكس، فغالبية اللبنانيين ينتظرون وصوله لسدة الرئاسة.
إنما لأن دلالة الإجابة على ذلك السؤال أتت بأعمق ما يملكه المناضل من قناعات، ألا وهي:
“ليس المهم أن أكون في بعبدا، بل إن المهم أن أعيش قناعاتي”
هذه الإجابة أكسبت حزب القوات قيمة إضافية في النزاهة والمبداىء بالإضافة إلى كل ما لديها منهما.
لأن هذا الكلام يعني أن سمير جعجع يؤمن بحزبه ومشروعه، ويؤكد لأكثر من مرة لمَ لمْ يفر يوم القبض عليه. وإدخاله السجن.
لقد قالها سمير جعجع بأن لا مساومات على مشروع الدولة، ولن ندخل في بزارات السعي لبلوغ رئاسة الجمهورية.
هذا الكلام يثبت سمير جعجع في موقعه كرفيق حزبي، ويؤكد أنه رجل مبادىء، لا رجل مصالح، ويعزز انتماء كل مناضل ومحازب ومؤيد في حزب القوات إلى مشروع الدولة.
لم يأت رد سمير جعجع متأنيًا، ولا متباطئًا، بل اتى حازمًا ومباشرًا.
وهكذا هم رجال التاريخ.
ينامون على تعبهم لئلا يُنال من قيمهم وشرفهم وتاريخهم النضالي.
وكلي قناعة أن سمير جعجع بجوابه الواضح الجازم القاطع، قد أهل نفسه والقوات إلى مرحلة جديدة ومهمة جدًا على المستوى الوطني والدولي.
لتتحول القوات من حزب منافس على الرئاسة، إلى حزب يساهم بشكل أساسي في صنع الدولة والسيادة والاستقلال، واحتضانها في المستقبل.
لتكون القوات اللبنانية حزبًا يساهم في صنع قرارات مصيرية على مستوى لبنان والمنطقة.
لقد صبت إجابة سمير جعجع في عمق مشروع الحياد الإيجابي الذي تطرحه، وتنادي به، وتعمل لأجله بكركي.
ذلك لأن القوت تؤكد بالفعل والتطبيق أنها تعبد الطريق بأوسع ما يمكن أمام مشروع الدولة السيدة المستقلة.
فهنيئًا لحزب القوات بإطلاقها مرحلة ستكون مؤثرة جدا في تاريخ لبنان القادم.
عمر سعيد

Show More

Related Articles

Back to top button