من ١٤ آذار.. إلى ١٤ تشرين: المقاومة اللبنانية انتصرت في « عين الرمّانة »!
تحية لشبان « عين الرمّانة » الذين رفعوا رأس اللبنانيين يوم الخميس، ودافعوا « عفوياً » عن الجمهورية اللبنانية، ودستورها،وقوانينها، وقضائها وهويّتها الحضارية ضد « اجتياحٍ » إيراني!
ردّ فِعل « عين الرمّانة » يوم أمس الخميس كان ضرورياً، ومشرّفاً، و« صفعة » مدويّة لم يتوقّعها حسن نصرالله المختبئ في « ملجأ حارة حريك » على بُعد ٢ كيلومتر من مكان « الواقعة »!
منذ تفجير مرفأ بيروت الذي تسبّب به حزب إيران، وحتى يوم أمس، لم يتوقّف حسن نصرالله وحزبه عن الإغتيالات! بين المصوّر « جو بجّاني » والمفكّر « لقمان سليم » (الذي هلّل إبن نصرالله لاغتياله في « تغريدة » أُوحيَ له بسحبها، ولم يتحرك القضاء لمساءلته..)، أثبت نصرالله أن لديه « رخصة قَتل » لا حدود لها! ليس هنالك أدنى تحقيق في كل من قتلهم « الحزب » منذ ٤ آب/أغسطس ٢٠٢٠!
حتى « بابلو إسكوبار » لم يمتلك مثل تلك « الحصانة »!
لماذا اختار حسن نصرالله أن تكون ساحة معركته الجديدة في « عين الرمانة »؟
لأنه اعتقد ان الساعة حانت لتنفيذ « ٧ أيار مسيحي » بعد « ٧ أيار ٢٠٠٨ » ضد السنّة والدروز! ولـ« تأديب » رئيس الجمهورية الذي لم يجرؤ على إقالة القاضي بيطار؟ ولتوريط نبيه برّي الذي « تتبَع له » منطقة الشيّاح؟ ولإذلال « الجيش » الذي، رغم تخاذله، لم يقطع علاقاته مع الأميركيين بعد؟ وطبعاً، لـ« شد عَصَب » الجمهور الشيعي الجائع مثلَهً مثلَ جميع اللبنانيين!
أياً كانت حسابات « القاتل » حسن نصرالله فقد هُزِِم!
أمس، سقط ما تبقى من غطاء مسيحي لحزب إحتلال إيراني! ورغم التصريح « السخيف » لوليد جنبلاط، فإن « انتفاضة عين الرمانة » أمس لاقت « انتفاضة عرب خلدة » و « انتفاضة دروز شويا »، وقبلهما.. « انتفاضة حراك النبطية »!
بالمناسبة، يخطئ من يعتبر أن واقعة أمس كانت جولة جديدة من « حرب الشياح-عين الرمانة » في ١٩٧٥-١٩٧٦! لا علاقة لأهل « الشيّاح” العزيزة بجريمة حسن نصرالله! يكفي أمّهات « الشياح » ما فقدنَ من شبّان (كان كثير منهم من رفاقنا وأصدقائنا) في سنوات الحرب الأهلية! إنتصار أهل « عين الرمانة » أمس على حثالات نبيه بري وحسن نصرالله كان انتصاراً لأهل « الشياح » الأوادم، ولكل اللبنانيين.
من الآن فصاعداً، صارت المعادلة واضحة: اللبنانيون يرفضون تغيير هوية البلد وتحويله إلى مستعمرة إيرانية. حتى لو كان رئيس الجمهورية ميشال عون رهينة إيرانية، وحتى لو تهرّبت قيادة الجيش اللبناني من تحمّل مسؤولياتها في الدفاع عن « عين الرمّانة » وعن السلم الأهلي يوم الخميس! (ليغيّر قائد الجيش، جوزيف عون، حساباته إذا كان يطمح لرئاسة الجمهورية: الرئيس القادم سيأتي من صفوف المدافعين عن الجمهورية! يكفينا متخاذلين…!)
منذ أشهر، رفعت فئة من اللبنانيين، تتمثل في « لقاء سيدة الجبل » شعار « رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان »! في ١٤ تشرين الأول، « عين الرمّانة » كسبت الجولة الأولى في معركة « رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان »!
« ١٤ آذار » انتهت! لا بأس!
هذا زمن « ١٤ تشرين »: إستقلال لبنان، وسيادته، وديمقراطيته، وعلمانيّته، ونظامه الدستوري!
بيار عقل _ شفاف الشرق الأوسط