لم يحصل سمير جعجع على شيء مجانًا
يقدم بعض المحللين معلوماتهم على أن الحظ، والفرص تقدم لسمير جعجع الفرص التي يستفيد منها على حساب الآخرين، حتى لا نقول المنافسين لأن الرجل لا منافس له وبكل صراحة، وسنوضح كيف ذلك في مسار الحكي.
إن حدوث الأخطاء وارد في علم الإدارة، ولكن نسبة ورود الأخطاء؛ هي التي تتيح المجال للكلام.
فأن يخطط الإداري لعمل ما، وعند التنفيذ، يتبين أن هامش الأخطاء أوسع مما اعتقد، فهنا هي المشكلة التي تكمن في صلب التخطيط، وليس في هوامشه.
لم يقدم أي من الآخرين لسمير جعجع أية هدية، أو فرصة، بما ارتكبه من أخطاء، ذلك لأن سمير جعجع يعمل مع فريق لا يكل، ولا يمل منذ عشرات السنوات في إعداد الخطط، ودراست خطوات التنفيذ، وهوامش الخطأ، ويعكف مع فريقه على مراجعات مكثفة ودقيقة لكافة الخطوات، كما أنهم يرتبطون فيما بينهم بعلاقات شفافة، تكاد تلغي حواجز المواربة في التعاطي فيما بينهم إلى درجة كبيرة.
وما كل ذلك إلا سعيًا لإتقان العمل، واحتراف التجربة، ولتوفير الجهد، والوقت، والإنفاقات، ثم لتجنب الأخطاء المكلفة.
فحزب القوات اللبنانية من أشد الأحزاب التي تعرف معنى الأخطاء المكلفة، وتدرك أهمية العمل لتجنب أي انتكاسة، يمكن أن تعيد الحزب إلى الخلف، وإن خطوة.
فعندما تقع أخطاء الآخرين، لا تقع لأن سمير جعجع يترصدها، أوينتظرها.
بل هي حتما تقع لأن الذين يرتكبونها، يعانون من نقص حاد في استراتيجيات التفكير والتخطيط، ومن ضعف في الإحاطة الشاملة بمتطلبات تلك الخطوة، كما ينقصهم الكثير من القدرة على الأمور التي تحتاجها أية تجربة، لتضييق هامش الخطأ.
فهم ينظرون إلى النتائج بأهوائهم، ويتعاملون مع الواقع بما يصل أذنيهم، ويتجاهلون وعن عمد ما ليس لهم، وما يقال عنهم في الكواليس، ويتجنبون أي أصوات لا توافق أهواءهم.
وما كل هذا إلا لأنهم يملكون عقلية شمولية، إقصائية، تلغي الشفافية المطلوبة لأي فريق يعمل على تجربة ما.
لقد بلغ جعجع ما بلغه بأدواته التي يصنعها بنفسه مع فريقه المحترف، وبتجارب حزبه النضالية، ولم يبلغه بأخطاء الحمقى في تجاربهم التي يربكون بها أحزابهم، ومجتمعاتهم، ووطنهم.
ولأن هدف حزب القوات واضح، تأتي أصوات قياداته واضحة، لا نشاز فيها، وبالتالي تتوافق إراداتها مع أقوالها وأفعالها، ولأن الناس يتأثرون بالحقيقي أكثر من المستنسخ، تراهم، وإن أشغلوا أنفسهم بالسمتنسخ بسبب ظروف معينه، تظل عيونهم وعقولهم على ومع الحقيقي، لأنه يلائم الطبيعة الإنسانية، ويوافقها.
لذلك يجد سمير جعجع الكثيرين منهم مستعدين وجاهزين للصوت الحقيقي عندما يتعالى.
ومن هنا ولكل من يحلل محاولًا تعليل ما تحققه القوات؛ على أنه ناتج عن أخطاء الآخرين، نقول: إنه يرتكب خطأ قاتلًا في هذا التعليل، لأن إيهام الناس بأن القوات حزب محظوظ، ينجز مشروعه على أخطاء سواه، وأن باقي الأحزب حظها سيء وعاثر، هو أمر غير منطقي، لأن التجارب الناجحة لا تقوم على الحظ، والتجربة الناجحة، لا تترك الأعمال لصالح الآمال.
بل نحن وبكل إيمان نقول: إن حزب القوات هو حزب العمل الوحيد في لبنان، وحزب التطبيق الواقعي الحقيقي في البلد..
ونترك لغيرنا أن يرى ويقول رأيه في باقي التجارب الحزبية.
لأن التجارب التاريخية بالأفعال لا بالأقوال.
عمر سعيد