تحاصرون شعبكم.. وتتحدثون عن الحصار!
هرطقة جديدة وكذبة جديدة يحاولون تمريرها على الشعب:
“الحصار”!
عن أي حصار يتحدثون؟مَن يحاصر لبنان؟مَن يحاصر شعبه؟
لنبدأ:
هل هناك مَن أوقف سفينة بنزين أو مازوت او فيول قبل وصولها إلى الشواطئ اللبنانية؟
هل هناك مَن أوقف شحنة أدوية قبل وصولها إلى لبنان؟
هناك حصار اميركي على إيران،ولأن حزب الله يريد ربط لبنان بإيران، فهذا يعني بالنسبة إليه ان لبنان تحت الحصار، ويريد للبنانيين ان يصدقوا ان انقطاع المحروقات سببه الحصار الاميركي، وهو لهذا السبب يريد استيراد المازوت من إيران!
أيُّ عاقل يُصدِّق؟
الحصار، إذا وُجِد، هو حصار السلطة التنفيذية اللبنانية للشعب، هو فسادها، هو صرفها لأمواله، هو شراؤها المحروقات على سعرها العالمي وبيعها بالسعر المدعوم، ما سبَّب خسائر فادحة أدى إلى إفلاس خزينة الدولة وصرف أموال اللبنانيين: أصبحت الدولة في إفلاسن والشعب في إفلاس. لا الدولة قادرة على فتح اعتمادات للشراء ولا الشعب لديه اموال للشراء، فإين حصار الدول لشعبٍ مُفلِس ودولة مُفلِسة؟
والذين اوصلوا الدولة والشعب إلى هذا الوضع، هُم الذين سببوا مفاعيل الحصار من دون ان يكون هناك حصار. فالعاجز عن شراء دواء بسبب عدم قدرته على دفع ثمنه، هو ” تحت حصار فقره “، والعاجز عن دفع الاقساط المدرسية والجامعية لأبنائه، هو تحت حصار منعه من الوصول إلى أمواله المحتجزة او المتبخِّرة في المصارف، والعاجز عن إجراء عملية جراحية هو تحت حصار عدم قدرته على دفع كلفة الجراحة. ما دخل اميركا والغرب في كل هذه الحصارات؟ على مَن تضحكون؟ فالحصار في نهاية المطاف هو
” صناعة محلية ” والمتسببون به يُعطونه ” ماركة أجنبية ” تمامًا كما كانوا ينسبون سبب كل المصائب إلى ” المؤامرة “، فعن اي مؤامرة كانوا يتحدثون؟
مَن يتحدَّث عن الحصار، ويجد مَن يرددون وراءه هذه ” النغمة” بطريقة ببغائية، هو يحاول ان يغطي أنه يأخذ الدولة والسلطة والشعب “رهينة”، البلد في وضع ” الرهينة” وليس تحت ” الحصار”:
الم يؤخَذ البلد رهينة سنتين ونصف سنة، تحت الفراغ الدستوري، وصولًا إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية؟ ألم يقل نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في صيف 2016 ، اي قبل الانتخابات الرئاسية بأسابيع: إما عون وإما الفراغ؟
الم يؤخَذ البلد رهينة في تموز 2006 حين اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحرب من جانب واحد، من دون اي تنسيق مع الدولة اللبنانية، وبسبب ما الحقته من خسائر بشرية ومادية، قال عبارته الشهيرة:” لو كنت اعلم” ؟
ولأنعاش الذاكرة، وقبل اسابيع من تلك الحرب، قال نصرالله على طاولة الحوار:” أُطمئن الشعب اللبناني، صيفٌ هادئ، بإمكانكم أن تُصيِّفوا” ، فماذا كانت النتيجة؟
في حقيقة الامر، لبنان ليس تحت الحصار الخارجي ، لبنان رهينة حزب الله، يتحكَّم بقراره السياسي والعسكري واخيرًا وليس آخرًا الإقتصادي.
هذا واقع، فهل مَن يستطيع نفيه؟ النفي يُفتَرض ان يكون بوقائع، لا على الطريقة اللبنانية :” ننفي جملةً وتفصيلًا” ، وقُضي الأمر!
راديو صوت بيروت انترناشيونال