سمير جعج الذي لا يحمل سجلاً عدلياً: ” لا حكم عليه” .. (بقلم عمر سعيد)
إن تراكمات الزمن قد تصنع جبلاً من غبار، لكنه حتماً لن يكون جبلاً، يمكن للناس اعتلاء سفحه ولا قمته..
لأنه وببساطة مجرد كومة من غبار.
غير أن السطحيين يعولون على مثل هذه الأمور في رسم تضاريس المكان الجغرافية، وقد يبلغ بهم الأمر تسوير أكوام الغبار تلك بما يحميها من الانهيار والانفلاش.
منذ عام ١٩٧٥ وسلطة المحتل السوري في لبنان تمنح وعلى هواها شهادات حسن سلوك، وشهادات دكتورا تزوير، وشهادات توظيف، وسجلات عدلية، بأحكام تحدد من المحكوم، ومن الذي لا حكم عليه وفقاً لمصالح ذلك المحتل الذي كرسها.
لذا فإن من الطبيعي أن يكون سمير جعجع بلا سجل عدلي نظيف، لأن مانحه وسخ، وإن كان اليوم على رأس السلطة اللبنانية.
والجميع يعلم مؤمناً كان أم غيره، أن يسوع المسيح صلب لأنه كان بلا سجل عدلي نظيف، لأن بيلاطس البنطي ممثل القيصر طيباريوس في يهودا، لا زال هو هو في لبنان يمثل قيصر الإجرام في سوريا.
وبالتالي، إن السجل العدلي للرجال الذين يحدثون الفارق هو التاريخ الإنساني.
وليست أختام الضابطة العدلية، ولا توقيع المعاون المسؤول عن مركز السجل العدلي، والمعين من قبل المحتل وسلطته البغيضة.
فكم من سجل عدلي نظيف حمله قواد، ضعيف، خائن، تاجر، جبان!
لذا فإن السجل العدلي النظيف في مثل حالات سمير جعجع يحسب عليه، لا له.
فما معنى أن تكون مقاوماً بسجل عدلي نظيف يصدر عن سلطة المحتل؟!
يعني أنك واحدة من مطاياه التي يركبها إلى حين.
يعني أنك ذئب يحرس قطيعه، لأجل ألا يستبدلك بسواك.
يعني أنك شايلوك الذي لا تليق به إلا الخسة، والذي لولا شكسبير، لما عبر صفحة في كتب التحليل.
ولنا في محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين أوضح شاهد عصري على أن من كان في قفص الاتهام كان هو الذي يقاضي سلطة الاحتلال وليس العكس.
لذلك إن قيمة أمثال سمير جعجع تنبع من كونهم بلا سجل عدلي يمهره موظفكم الذي تهددونه برغيف أطفاله عند كل مهمة تكلفونه بها..
أفهمت يا أسود؟!