الفوضى التي تريدها إيران في لبنان
في تفاصيل الفوضى التي تريدها إيران في لبنان ، نجد الدولة في حالة تخبط حقيقي إزاء ما يجري ، وحتى المبادرات الإنقاذية كما تسميها بعض الأطراف عاجزة عن تحقيق أي تقدم
وربما تكون المقاربات السياسية الآنية لاتحمل أي قيمة تذكر كونها تتحدث عن نتائج دون التطرق لطبيعة الأسباب ، لأن المشكلة في لبنان جوهرية ومرتبطة بكل شيء ، وليست تفاصيل يتم التغلب عليها بتجاوزها
المشكلة تكمن في سلاح غير شرعي يمتلكه حزب الله ، هذا الحزب الذي يهدد الأمن والمال العام و الغذاء الصحّة و المدرسة وكل شيء في لبنان ، لأن الإيراني يزيذ من وتيرة الفوضى في لبنان
فزيادة وتيرة الفوضى في بلد مثل لبنان تخدم أجندة طهران التفاوضية مع الغرب وأمريكا تحديداً ، والغفلة عن هذا الأمر توازي القفز على قضية إرهاب حزب الله الداخلي والخارجي ، وتركها للزمن
وكما يقولون المكتوب بائن من عنوانه ، وما يجري في ردهات التأليف لحكومة رضي برئيسها حزب الله من البداية ، شاهدٌ على صراع حلفاء الأمس واليوم ، وكاشف لحقيقة الصفقة التي أتت بميشال عون رئيساً
ولعل التقدم خطوة أو خطوتين في تشكيل هذه الحكومة الفاشلة قبل أن تولد خاضع بالجملة لمعايير إيران عبر حزب الله ونبيه بري هو الواجهة ، فلايمكن لتحالف عون حزب الله أن ينفك في هذه المرحلة الحساسة
فالطرفان يعيشان على الفساد وإقتسام السرقات ونهب البلاد ، والتورط بينهما وصل لدرجات لايمكن تصورها ، لذلك فإن الخلاف ممنوع ، والتوافق بين بعبدا والرابية وعين التينة وحارة حريك هو سيد المشهد وإن إختلف ظاهراً بعض التصريحات
وقد تم الدوس فعلياً على مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون ، وتم لحس كلام محمد رعد أمامه ، وإنتقل بري بأمر من حزب الله إلى معسكر الهجوم على المبادرة ، لأن الواقع يقول بأن من في السلطة عازمون على محاربة الناس ، وتهديم كل شيء في لبنان
وكأن المشهد في لبنان اليوم يأتي نسخة طبق الأصل عما حذر منه بهاء الحريري ، هذا الرجل الوطني الواعي ، وقال بأن المبادرات التجميلية فاشلة وفشلت ، وذكر بأن أطراف السلطة سرعان ما يختلفون وهاهم اليوم يختلفون ، فمن وجهة نظري كعربي بهاء الحريري هو الحكيم الحقيقي الذي يحذر من جنون من في السلطة
لهذا فإن لبنان شعبياً مطالب اليوم بوقفة حازمة في وجه عون وحزب الله وبري وكل من يريد أخذ البلد رهينة لمصالحه ، لبنان بحاجة لشوارع ممتلئة بالمحتجين والمنتفضين الذين يرفعون صوتهم عالياً كي يصل صداه إلى عواصم الغرب والشرق .
المصدر: عبد الجليل السعيد _ راديو صوت بيروت انترناشيونال