تداعيات انفجار المرفأ (بقلم شادي الياس)
لا بد للتوقف على زيارة الرئيس ماكرون بداية وما يمكن تحليله من المواقف الفرنسية بعد انفجار مرفأ في بيروت, فقد دخل الرئيس الفرنسي بيروت كرئيس شعبي للبنانيين حيث لمس محبة الشعب له وشعر بأنه المنقذ للبنان, ولكن الزيارة كان لها طابع معنوي وله رسالة في سياسات الشرق الأوسط تقول ان عين الغرب منفتحة على لبنان, وربما لفرنسا او غيرها طموح بفرض يد او سيطرة في المستقبل, فضلا” عن المساعدات الغذائية التي يتم ارسالها فهي ترجمة للصداقة التي تتمسك فيها فرنسا. اما عن المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الفرنسي في بيروت فقد كان حازماً في الدعوة لانهاء الفساد في لبنان كما ان فرنسا تعرف التركيبة اللبنانية المعقدة التي جعلت الطبقة الفاسدة يأتي بها البرلمان اللبناني. فلبنان اليوم وأكثر ما هو بحاجة له هو تعاطف دولي كمبادرة فرنسا ليتكوّن موقف واضح يُترجم عمليا” على الساحة اللبنانية مثل رفضه دعم تشكيل حكومة وحدة وطنية والدعوة الملحّة الى انتخابات نيابية مبكرة والعمل على سنّ قانون جديد بتقصير ولاية المجلس النيابي ولكن لا أزال أجهل كيف سيتم تطبيق كل هذا بظل انتشار كورونا وإعلان التعبئة العامة في انحاء البلاد. كما يجب على المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية يتم فيها محاسبة المسؤولين ورفض ادخال المساعدات عبر مؤسسات حكومية ولكن عبر الجمعيات المدنية او الجيش اللبناني حصراً . أما في التصوّر لمستقبل لبنان طبعاً النظام الحالي لا يتم تطبيقه بحرفيته, فكل اتفاق جديد او ميثاق جديد ام تعديل في الدستور سيهدد السلم الأهلي في لبنان ويهدد الميثاقية . فكل ما هو مطلوب حالياً هو تطبيق اتفاق الطائف بحرفيته مثل حصر سلاح المليشات بيد الجيش والقوى الشرعية اللبنانية.